عامر عبدالمحسن العامر

مدير عام فرع الهيئة بعسير


في هذه القارة المترامية الأطراف المملكة العربية السعودية عشنا وترعرعنا فيها في رعاية الله تعالى، ثم في رعاية الأسرة الصالحة التي تقوم على إصلاح أبناء مجتمعها ليكونوا أوفياء بررة، بمثل البر الذي وجدوه من تلك القيادة الصالحة، فها نحن قد تربينا على العقيدة الصحيحة الصافية، ونهلنا من معينها الصافي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فكان حظنا منها عظيماً فيما كلفنا به من نشر رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وسط هذا المجتمع الكريم، لتكون هذه الشعيرة العظيمة إحدى ركائز تلكم الرعاية الكريمة التي ترعاها هذه القيادة الصالحة، لا سيما في ظل قيادة ربان السفينة في هذا الجهاز المبارك معالي شيخنا الجليل الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، ذلكم القائد المحنك والرجل الموفق الذي زرع الثقة في رجال هذا الجهاز ليؤدوا أدوارهم بكل اقتدار وافتخار، وبأعلى درجات المهنية، والناظر في اهتمام معاليه ببرامج الأمن الفكري، ورعايته لانطلاق دوراتها في شتى مناطق المملكة يظهر له المنهج الوسطي الذي يؤسسه معاليه كمنهاج لحياة إيمانية عظيمة تنعكس بعطائها على رجال الحسبة بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.

وقد كان لهذه الدورات المباركة أكبر الأثر في تعزيز جانب الأمن الفكري الشامل من خلال تأهيل منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف حتى يقوموا بواجبهم المنوط بهم في مواجهة المنكرات والمخالفات بجميع أنواعها، ولكي يقوموا بدور الوقاية من الانحرافات الفكرية قبل وقوعها، من خلال معالجة أسبابها المتمثلة في الانحراف الفكري المتجه نحو التفريط، الذي يؤدي إلى تدمير عقول وأخلاق الشباب، وسيرهم خلف التيارات التغريبية التي تفقد شبابنا هويتهم الدينية والوطنية، أو الانحراف الفكري في الجانب الآخر المتجه نحو الإفراط، والذي يؤدي إلى الغلو والتطرف، وما يقود إليه من كوارث عظيمة.

ولا شك أن تنفيذ مثل هذه الدورات المباركة يسهم بشكل كبير في تحصين منسوبي الهيئة ضد الأفكار الهدامة، وتبصيرهم بأخطارها، وتسليحهم بالعلم الشرعي الصحيح الذي يحميهم بعد توفيق الله من الوقوع في براثن الدعوات الضالة، والمناهج الهدامة، وتؤصل في أفراد هذا الجهاز والمجتمع بشكل عام المواطنة الصالحة، وتربط الرعية بالراعي، وتسعى لوحدة الصف على تقوى من الله ورضوان.

وقد ملك إعجابي، ونال افتخاري أحد الموضوعات التي تضمنتها هذه الدورات، وما زلت أرغب وأطمح أن يكون منهجاً دراسيا للطلاب والطالبات في المراحل التعليمية ألا وهو: (جهود المملكة العربية السعودية في تطبيق الشريعة وخدمتها لقضايا المسلمين) لما يغرسه في ذهن المتلقي من وصف دقيق للجهود العظيمة التي قامت بها هذه الدولة المباركة في أصقاع الأرض من خدمة جليلة للإسلام والمسلمين، وليعلم الجميع أن هذا النجاح، وهذا العمل المثمر خلفه قيادة عظيمة، ودولة موفقة، وولاة أمر عظماء وأجلاء منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، حتى وقتنا الحاضر، فشكر الله لهم، وشكر لهذا الرجل الموفق والمؤتمن على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ جهوده المباركة، وبارك في علمه وعمله.

وهذا ما يجعلني أدعو المواطنين كافة إلى القيام بمسؤولياتهم تجاه الأمن والمحافظة على مقدرات الوطن، سائلا المولى القدير أن يديم على هذا البلد أمنه واستقراره في ظل قادته الميامين.