أتفهم القلق من احتمالات عودة الخطباء المحجمين عن تجريم العمليات الإرهابية، إلى الخطابة رغم أهمية التشديد في عقوبات هذا الملف، والجريمة الإرهابية تطال الوطن ورجال أمنه.. ولم يعد هناك لبس في أن الإرهابي لا يؤمن بالوطن ولا حرمة انتهاك الدماء والأعراض وإباحة المحرمات، وبتشريعه للإرهاب أو التضامن معه أو تأييده بأي وسيلة كانت أو تجيير منبر الجمعة لدعمه.. ولو كان الدعم بعدم التجريم.. هذه العوامل تضع القلق في سلة واحدة.

تحتوي هذه السلة فكر من يتم التحقيق معهم، متهمين في قضايا الإرهاب، ومنها توزيع أسطوانات ليزرية "سي دي" على المساجد تحريضية على الدولة، ترويجية للإرهاب.. بمعنى الغائب عن الشبكات الاجتماعية التي يرتعون فيها يتم توصيل أفكارهم إليه في المسجد، وربما أماكن أخرى أتمنى أن تكشفها وتعريها يقظة المواطن وإدراكه أن الإرهاب شر لا يستثني أحدا.

معروف أن المساجد مغلقة بالأقفال وتفتح أثناء الصلاة فقط ومسؤولية أي منشورات.. مع التذكير بوجود منع سابقا من توزيع المنشورات في المساجد بدون إذن، ما هو دور الخطباء والأئمة والمؤذنين في منح الإذن بوجود الأسطوانات وتوفير أي منشورات للقاعدة وما هو دورهم في التبليغ والتخلص منها.. والخطباء المعلن التحقيق معهم يصعب غفران موقفهم، ولو كان في الحد الأدنى "إهمال وغفلة" ودلالة عدم مناسبة الشخص للمكانة التي وضع فيها وانتهاء باحتمالات توفر نزعة الانحراف الفكري والتأييد لاستهداف الوطن ورجاله..!

نتائج محاكمة المتهمين بالإرهاب.. وصدرت مؤخرا أحكام بالسجن والمنع من السفر لـ17 مدان بالخروج على ولي الأمر والمشاركة في عمليات إرهابية.. والسفر لمواطن القتال.. ووجهت لهم تهم إنشاء تنظيم داخل البلاد وتخطيط لاغتيال المعاهدين وضباط المباحث وقوات الطوارئ، كرد منهم على قتل عناصر التنظيم الإرهابي وعرض المشاركة على أشخاص عدة والعمل على توفير الغطاء للإرهابيين.. هؤلاء وفكرهم من تم تجاهل الخطباء الـ17 التحذير منهم.

التوجيه واضح ومخصص للحديث عما قامت به الفئة الضالة من الاعتداء الغادر على رجال الأمن في حادثة شرورة وتأكيد لدور خطباء الجوامع بالمشاركة في تبصير الناس بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم وتماسكه وحفظ أمنه والتنويه بدور رجال الأمن على المنافذ الحدودية وكشف فساد منهج وفكر الفئة الضالة والوقوف ضد إرهابهم أثناء سعيهم لزعزعة ثوابت الوطن واستقراره مما يستوجب على الجميع التعاون لمحاربته ونبذه.

عدم مواكبة الخطيب لمستجدات الإرهاب.. بحكم اعتلائه منبرا إعلاميا مهما يعني ضرورة اختيار الترجل وترك المنبر لمن يتحمل المسؤولية.. ومن حقنا التحذير من خطورة "انحراف خطباء الجوامع" حتى لو كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.