تعددت التفسيرات ومحاولات الفهم تجاه وجود تنظيم داعش، وكيفية تخلقه وسيطرته بهذه السرعة، فهناك إجماع شعبي "ما عليه جمرك" على أنها مؤامرة دبرت بليل تحت إشراف أميركي إسرائيلي إيراني.

وهناك من يعتقد أنه امتداد لتنظيم القاعدة، وهو مجرد تغيير مسميات بعد احتراق "كرت" القواعد، على وزن "الدواعش"، والبقية وهم فئة "عليهم عليهم"، يعتقدون أن هؤلاء هم المجاهدون الذين سيقيمون دولة الخلافة وسيعيدون للأمة "لحيتها الغانمة" المفقودة.

لا أحد يملك الحقيقة الكاملة حول هذا التنظيم، ولا أحد يريد أن يعرف الحقيقة لأنها ستكون "بلهاء" وسيكون منظرنا "بايخًا" أمام أنفسنا، وهذا من رحمة الله بالبشر، فالحقيقة لا تكتمل من أجل إيجاد مساحة للتفكير وإعمال العقل وتطبيق المنطق والحدس تجاه أي قضية، و"داعش" تستحق منا التأمل ليلا ونهارا، فربما في نهاية الأمر نصل إلى أنها لا تمثل سوى صورة لنا من زاوية رمادية قاتمة.

وحين نلتفت الى "داعش" كنتيجة يأخذنا ذلك إلى التفكير في الأسباب التي أدت الى نشأتها، وبالمناسبة، لن تكون "داعش" هي آخر "عصابة" تعلن قيام الخلافة، وسيأتي من يخلفها على كرسي قيادة الأمة إلى الجنة، هذا إذا لم يعلن أحد "السملق" أنه المهتدي المنتظر، والأسباب التي أوصلتنا الى "التدعشن" بهذ الشكل كثيرة؛ لعل أهمها الحالة الطائفية التي عاش ويعيش الأجيال في كنفها بين معرفات بعض مشائخ محسوبين في "تويتر" وقناة وصال التي تقدم ضرب النجف على تل أبيب. ومن حقنا اليوم أن نطالب بوقف تصوير جز الرؤوس حتى لا نعتاد على المشهد ونحبه "واللي دعشنا يخلصنا".