في ذكرى محاولة اغتياله قبل عامين، أعلن رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية أمس، إذ اتخذت الهيئة التنفيذية للحزب القرار بالإجماع بعد اجتماعها في معراب أمس، وقال جعجع خلال الاجتماع "لبنان في تدهور مستمر، فصورة البلاد تعرضت لهزة كبيرة في الخارج، والثقة به اهتزت، مما دفع معظم الدول العربية إلى منع مواطنيها من القدوم إلى لبنان، كما أن حدود لبنان لم تعد واضحة المعالم، وسيادة الدولة استُبيحت على نطاق واسع بفعل السلاح غير الشرعي المنتشر في الداخل؛ لذلك فإننا أمام خيار من اثنين: إمّا أن نستمر على هذا الوضع، وإمّا أن نستجمع قوانا لإحداث نقلة نوعية وجذرية للخروج إلى الواقع الجديد".
وبدوره يقول نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان "ترشح جعجع تغيير لعادة عدم الترشح، واختيار مرشحين بلا لون أو رائحة أو موقف، وقد حان الوقت لانتخاب رئيس صنع في لبنان".
من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف "نلتزم بحلفائنا في 14 آذار التي ستذهب إلى الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد من صفوفها، والرئيس القوي هو من يتمسك باستقلال لبنان وقدراته ومؤسساته، وهذه المواصفات موجودة في رئيس حزب القوات سمير جعجع". ولفت إلى أنه "يجب أن تكون لمرشح 14 آذار حظوظ كبيرة في الفوز، ومرشح تيار المستقبل سيكون من داخل التيار، ولن ندعم النائب ميشال عون، فخلافنا معه أساسي ويتمثل في سلاح حزب الله وتدخله في سورية".
من جهة أخرى، أبدى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ارتياحه الكبير "لحسن سير تنفيذ الخطة الأمنية، وإنهاء مظاهر الاقتتال والفوضى المسلحة في مدينة طرابلس، من أجل إعادة الأمن والهدوء والاستقرار". واعتبر الحريري أن نجاح التدابير المتّخذة بمواكبة من الجيش اللبناني والقوى الأمنية في طرابلس يُظهر أن الدولة - متى شاءت - قادرة على بسط سلطتها، وسيادتها، والإمساك بزمام الأمور في كل المناطق اللبنانية. ويبدو أن الخطة الأمنية التي وضعتها الأجهزة الأمنية لضبط الوضع في طرابلس وعرسال قد بدأت تجني ثمارها، بدءاً بمداهمة مخازن الأسلحة ونشر أسماء المطلوبين الأمنيين، وصولاً إلى فرض قوة الدولة لإنهاء المتاريس والعمليات العسكرية.
وتعليقاً على الخطة، أشاد المحلل السياسي جوني منير بما تم تنفيذه حتى الآن، قائلاً إن ذلك يعكس جدية الحكومة والمسؤولين الأمنيين في اختراق عمق المناطق التي كانت تشكل قبل أيام معقلاً للمسلحين، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "لم تعد هناك مناطق للمسلحين، بعد سيطرة الجيش اللبناني على مخازن الذخائر والأسلحة ومصادرتها. لكن للأسف، وجد الجيش اللبناني قسماً من المخازن فارغة من الأسلحة بشكلٍ كامل، حيث استطاع قادة المحاور تهريب ذخائرهم، بعدما تنامى إليهم عبر مسؤولين عسكريين وسياسيين في مدينة طرابلس قرار الدولة الجدي بإنهاء المظاهر العسكرية غير الشرعية، فاستفادوا من الفترة الفاصلة بين إقرار الخطة الأمنية وتنفيذها لتهريب الأسلحة".