صالح حنيتم
مرحبا بكاميرات ساهر، ومرحبا بالنظام، ولكن ضعوا ألف خط بنفسجي أو فسفوري تحت ولكن، لماذا لا يطبق نظام ما يعرف بتلمس حسناتي أهم من تصيد عثراتي، وحتى تصل الفكرة عزيزي القارئ، أنه في حالة ارتكاب السائق مخالفة تجاوز سرعة، تصله رسالة توعوية وفي نفس الوقت تخبره أنه قد ارتكب مخالفة عبارة عن تجاوزه للسرعة المحددة وفيها قيمة المخالفة والمدة الزمنية المطلوبة منه على أن يتجاوزها دون مخالفة لكي يسقطها النظام، وبعد مرور تلك المدة فلنقل 6 أشهر مثلا لم يرتكب السائق أي مخالفة أخرى، هنا تصله رسالة مفادها (عزيزي قائد المركبة شكرا لك على تقيدك بأصول السلامة وعليه نود أن نخبرك أنه قد تم إسقاط المخالفة تكريما لك لأنك أصبحت قائدا وقائيا وهدفنا الأسمى حمايتك لا جبايتك).
هنا سوف نجد الأغلبية قد طبقوا النظام ربما ليس حبا في النظام والتقيد به، ولكن حتى تسقط عنهم المخالفة، وهذا بحد ذاته شيء إيجابي لأنه سوف يساعد على خلق ثقافة مرورية آمنة، وما تقوم به شركة أرامكو السعودية من زرع جهاز يتتبع سلوكيات القيادة لدى الطالب خلال فترة التدرج لمدة عامين خير دليل على زرع مثل هذه الثقافة، لأنه وبعد أن تنتهي فترة التدرج ويسحب الجهاز من السيارة نجد الأغلبية من طلاب الشركة قد تعودوا على النظام وأصبحت ثقافة الانضباط واحترام الآخرين على الطريق في عقولهم وتصرفاتهم دون ذلك الجهاز.
لا أعتقد أن تطبيق هذه الاقتراحات صعب، نعم قد يكون صعبا على من وضع النظام وكلفته الأجهزة مبالغ طائلة وفي عقله الربحية، أيضا من باب الإنصاف، يجب على إدارات المرور أن تتدخل في تعويض أصحاب النظام والتعديل في آلية جني قيمة المخالفات، ربما عن طريق تقليل النسبة التي تعود من المخالفات للدولة أو للمرور المهم والأهم أن يكون هناك شعور بالأمن والأمان والحب بين نظام ساهر وقائد المركبة.
الآن من يشاهد سيارات ساهر، كأنها الجلاد في عيون البعض، وهناك من حاول أن يعتدي عليها، وآخرون كثر قد اعتدوا عليها في بعض المناطق حتى أصبحت سيارة نظام ساهر مصفحة ضد الحجارة وكأنها في معركة، أعتقد لو طبق النظام المقترح ولا مانع أن تتحول ألوان سيارات ساهر إلى لون أخضر.. لون الأمان والسلام وحبذا لو أن هناك علامة ابتسامة على جانبي السيارة، ستتحول نظرة المجتمع لها من (بعبع) فلاشه المخيف، إلى حمامة سلام مهمتها زرع الحب والسلام على الطرقات.
وقبل الختام لا بد أن نعترف أن هناك فئة لا تلقي بالًا للنظام ولا تحترم الآخرين وتتمادى، هؤلاء "عليكم بهم" يا رجال مرورنا الكرام (ضاعفوا المخالفات، اسجنوهم، اسحبوا مركباتهم حتى يعلم المجتمع أن النظام هين لين مع من يطبقه وحازم مع من يحاول أن يخترقه).