على رغم التطور والنهضة التجارية التي شهدتها الطائف، إلا أن سوق البلد الواقع بالمنطقة التاريخية لايزال محتفظا بمكانته لدى أهالي الطائف وزوارها منذ 50 عاما رغم شعبيته وبساطة محلاته، ولايزال الإقبال كبيرا على مختلف المحلات في السوق.

ويعد السوق من أقدم الأسواق في منطقة الحجاز وتكثر فيه المباني التاريخية ويمتاز بتنوع معروضات المحلات التجارية، التي تتراوح ما بين المشغولات اليدوية والمنتوجات الحيوانية والمنتجات الحديثة بأشكالها، وأسواق العسل والسمن ومحلات المنتجات الجلدية العطارة والعطور وآخر للملابس التراثية وأيضاً للملابس الحديثة لمختلف الفئات.

"الوطن" تجولت في السوق التاريخي الذي يضم برحة القزاز والهجلة وسويقة وسوق الخميس وخان الملطاني وبرحة الهادي والتقت بعدد من الباعة والمتسوقين الذين لايزالون يصرون على إبقاء السوق حيا على الرغم من تعدد الأسواق الحديثة وتطورها.

يقول أحمد السعيد – صاحب محل – إنه موجود في السوق منذ حوالي 25 عاما وأكثر مباني السوق باقية على ما هي عليه منذ ما يزيد على 50 عاما أو أكثر ولازال هناك حراج خاص بالحبوب والمنتجات الزراعية في الهجلة وحراج أسبوعي خاص بالعسل والسمن، مشيرا إلى أن حركة البيع والشراء في السوق مستمرة ولم تتأثر بوجود أسواق تجارية و"مولات" تبيع الماركات العالمية.

وعن تاريخ السوق وأقسامه، يقول المؤرخ عيسى القصير: يقع في "السوق" سوق الخميس الذي عرف قديما بما يرد إليه من أرزاق ومأكولات من ضواحي الطائف وقراها يوم الخميس من كل أسبوع منذ القدم، وهذه الأسواق معروفة في أغلب مدن المملكة قديما، بتحديد يوم لهذا السوق، وكان يتم فيه بيع وشراء الدواجن والبيض والسمن والعسل والشِمَال ومن بُسُطْ ومكانس ومراوح من سعف وحطب وملابس قديمة وأنواع من الحبوب والبقول والمواد الغذائية ومن مفارش وزل، كما يوجد في السوق دكاكين ومنازل تراثية قديمة، ثم ما لبث هذا السوق أن ازدهر بعرض كافة المنتجات الغذائية والملابس ومن ثم أصبح البيع مستمراً دون توقف أو تحديد يوم من أيام الأسبوع.

أما سوق الهجلة فيقع شمال سوق الخميس، وأمام برحة مسجد الهادي غرباً، وخان ابن معمر جنوباً، به محلات تجارية ودكاكين لبيع المواد الغذائية ولوازم أهل البادية مثل السمن، والعسل وأنواع الحبوب والبقول والتمور والأجبان والأرزاق بأنواعها، والحراج على ما يرد إليه من أنواع البضائع وما هو موجود به من الخيرات، وهو ملتقى أهل البادية في البيع والشراء وما يَرِد من التجار من الأرزاق المحلية والمنسوجات اليدوية إلى سوق الهجلة لبيعها، محملة على الجمال والبغال والحمير، من مدن وقرى جنوب الطائف وشماله من أهل البوادي.

وعن مسمى برحة "القزاز" يقول القصير إنه أطلق على هذه البرحة مسمى برحة القزاز بضم القاف "وليس القزّاز" وذلك نسبة لكثرة ألواح الزجاج الذي بدأ دخوله إلى الطائف قبل مائة عام، وأصبح الموقع به أكوام من ألواح الزجاج المكسر، كما كان يوجد بها سابقاً محلات بيع الزجاج بأشكاله وأنواعه المتعددة إلى عهد قريب، وذلك بجوار سور القشلة من الجهة الغربية من البرحة وكانت في السابق يطلق عليها "برحة القشلة" وفي عهد الدولة العثمانية كان يطلق عليها "ميدان سرير إسطنبول".

كما تضم قديما دكاكين ومقاهي ومنازل ومازالت إلى الآن بموقعها التجاري وهي برحة كبيرة تطل على مبنى القشلة سابقا "المجمع الحكومي حالياً" ويوجد بها مبنى الإمارة والبريد والتلفون سابقاً، وموقف للسيارات وسوق تجاري في تحميل وتنزيل البضائع الواردة من مكة المكرمة وجدة لأصحاب الدكاكين، وتحيط بالموقف دكاكين ومبانٍ شعبية تعرقل الحركة داخل السوق.