في لقاء صحفي يصرح أحد الفنانين العرب الذي يمتلك صوتا يتقاطع كثيرا مع صوت "صرير الباب" بأنه قرر الغناء تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق! وفي لقاء تلفزيوني آخر مع الفنان ذاته يجيب فيه عن سؤاله حول الهدف من غنائه للشعب الفلسطيني فقال "أنا أغني حتى أخفف من آلام هذا الشعب ومن أجل الوقوف معه في محنته"، وليته يعلم أنه وبصوته الذي يصلح لأي شيء باستثناء الغناء يمكنه أن يخلق محنة من لا شيء! يكمل الفنان ذاته كلامه بالقول: "الفن رسالة وإذا لم نقدمها الآن فمتى سوف نقدمها؟!"، ليت الخبر انتهى عند هذا الحد ولكنه حمل في ثناياه أن هذا الفنان قرر أن "يلف" بأغنيته التضامنية تلك على أربع من كبريات العواصم العربية حتى تقتسم الأمة العربية تلك الضوضاء وذلك الضجيج بالتساوي!

اللافت في الأمر أنه ومنذ بداية مثل هذه التصريحات الضوضائية السابقة وحتى فقرتها الأخيرة فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي قرر بالإجماع تكثيف الهجمات العسكرية على غزة، إذ قامت إسرائيل بشن هجوم موسع على القطاع بعشرات الغارات الجوية مخلفة مجازر دموية راح ضحيتها لحد كتابة هذا الأحرف 200 قتيل و2000 شخص في عداد المصابين، أطلقت إسرائيل خلال دقائق فقط من مساء الاثنين المنصرم 20 صاروخا، كل ذلك عدا الجريمة الوحشية التي هزت العالم أجمع والمتمثلة باختطاف وحرق الطفل محمد أبو خضير حيا!.

بين تصريحات الفنان العظيم وما فعلته إسرائيل نعود لمربع "العرب ظاهرة صوتية" ذاك أولا، أما ثانيا فلحد اللحظة وأنا أعجز عن فهم معادلة "الفن رسالة سامية" بينما رواده يطلون علينا صباح مساء عبر شاشات التلفزة مع فتياتهم بأوضاع مخجلة وبملابس فاضحة وكلمات هابطة ثم يأتون تارة أخرى بثياب الرهبان ليقدموا أغنية أخرى عن التضامن مع الشعب اللبناني أو الفلسطيني أو العراقي؟ ولا أظن أن المشاهد غبي بدرجة كافية لتمرير الموقفين!.