أعزائي القراء اسمحوا لي أن أصطحبكم في هذه الحلقة من برنامج "الفوضى موضة"، وسوف أقوم بعرض بعض اللوحات الدرامية المتنوعة التي جمعتها خصيصا لكم... بما أن أقل ما يمكن أن نصف به ما يحدث لنا كأمة عربية هذه الأيام بالدراما؛ تراجيدي، هزلي، ساخر، رعب، بوليسي، سياسي... الخ، وللتوضيح أكثر يمكننا أن نقول: بعضٌ غارق بالهم وبعضٌ غارق بالدم وبعضٌ يغني بالطاحون!

اللوحة الأولى:

تفجير انتحاري بين المدنيين... أشلاء وجثث ودماء تجري في الطرقات.. ذبح على الهوية... هل هم من مذهبنا، هل هم من طائفتنا؟ كلا! إذن لا مشاعر تتحرك!

نفس المشهد... نفس الأحداث، ولكنهم لمن هم من مذهبنا أو طائفتنا... تُهيج المشاعر وتُنشر المقاطع ويبدأ اللطم بالعربي والإفرنجي ويمكن بالعبري أيضا.. ويضاف إلى كل ذلك الأناشيد الحماسية وأنهر من الأدمع، ثم تتوج بفتاوى تدفع لتذويد الساحة المشتعلة بما يلزمها من قنابل بشرية... بمعنى آخر "انتحاري - دليفري"!

اللوحة الثانية:

حملات إغاثة لمساعدة حوريات الأرض، نعم والأطفال والشيوخ فوق البيعة... خيمات تنصب، وصفحات على الفيسبوك تدار، ودعايات على كل شكل ولون! وإن كان في إمكانية المشاركة والتعلق على جوانب الراحلات أو فوقها حين انطلاقها... فلا مانع! وبعد كل ذلك يصل الفتات... وتزداد المخيمات ازدحاما... والجيوب انتفاخا!

حملات إغاثة لمساعدة دول إسلامية بعيدة وفقيرة ضربتها المجاعة والأمراض المعدية... هل توجد حوريات الأرض؟ هل يوجد دماء وأشلاء ودمار.. ما نسميه عدة العمل؟ كلا؟! عذرا لا يمكن التسويق لأنك ستجد أذنا من طين وأذنا من عجين!

اللوحة الثالثة:

الكيان الصهيوني الغاشم يقصف أرضا عربية... أي أرض؟ وماذا يهمكم أي أرض.. إنها عربية ألا يكفي؟! كلا! ولكنه نفس العدو! نفس العدو ولكن ليس نفس الهدف! ثم إن مسافة عدة كيلومترات تحدث فرقا... هنا نهلل ونكبر وهنا ندعم بالحسبنة والدعاء! فعلا قُصف العدو وانتهى بعد هذه المواقف!

"كلاكيت تاني مرة"... الكيان الصهيوني الغاشم يقصف أرضا عربية! أي أرض عربية؟ فلسطين المحتلة؟ أي جزء من فلسطين؟ غزة؟ من الذي بدأ؟ اللهم طولك يا روح! لحظة... نريد فقط تصفية حسابات قديمة فيما بيننا أولا، قبل أن نتعاطف أو نساند أو حتى نستنكر... إنها مسألة مبدأ وموقف! ما هذه القوة، ما هذا العزم والإصرار... فعلا يجب أن يتعلم منكم العالم كيف يكون الثبات!

اللوحة الرابعة:

يا عم يا سيد يا محترم:

العالم يحترق... عندي همومي!

العالم يحترق.. إلى أن تنتهي المباراة!

العالم يحترق.. في "ستين داهية"!

أنت تحترق... "عن جد"؟!

اللوحة الخامسة:

داخل مطعم ".... وأنت ساكت"، لنستمع إلى أحاديث جانبية لبعض الزبائن:

أنا أعتقد...! أنا لا أعتقد!

أنا مع ...! أنا ضد!

هل...؟ كلا!

من...؟ لا أدري!

أنا وطني.. أنت عميل!

أنا عربي... كنت عربيا!

عذرا لا يمكن أن نتابع أكثر... لأننا لم نجد حديثا كاملا... أو ربما العقول لم تعد تتحمل الجمل المفيدة!

اللوحة السادسة:

مع بعض شباب الأمة (من الذكور والإناث)، أمل المستقبل... اللهم احرسهم واحفظهم لأهاليهم:

متابعون لحلقات البرامج الأجنبية؟ بالتأكيد أفلام ... تمثيليات.. أغانٍ... مسابقات! والأغلبية لسانه إذا لم يكن "معوجا" لليمين ستجده "معوجا" لليسار.. لا يذهب تفكيركم بعيدا أقصد: "أخت ونخت" و"بارادون موا" و"زوري" و"إسكيوز مي" و"أو ماي جاد"! لكن الشهادة لله تجدهم أكبر وأمهر بحارة على "النت" خاصة المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي و"يوتيوب"! ما شاء الله تبارك الرحمن... وكل ذلك تعلم ذاتي؟! شيء مدهش حقا!

يا شباب.. إنهم يهاجمون أمتكم... إنهم يفبركون تاريخكم... إنهم يخطفون تأييد العالم لقضاياكم بل يدفعونه لعدائكم! هل ستردون عليهم؟

أي قضايا؟! ثم إنكم لم تعلمونا في المدارس كيف نرد.. بل إنكم لم تعلمونا اللغة الإنجليزية جيدا.. ومن أين وكيف تتوقعون أن نأتي بالمعلومات؟!

الظاهر إن التعليم الذاتي ليس له دور هنا.. خارج حدود الخدمة!

اللوحة السابعة:

"يا خلي القلب"... "تشهد يا فتى"... "يا مال الشام يالله يا مالي"... "سقط اليوم أربعة عشر شهيدا، خمسة قتلى، وعشرون جريحا"، "احتفل"، "هاجم"، "طبق اليوم: أم علي وقرصان"، "ندد.. استنكر"، "عنف متبادل"، "اعتداء"، "دفاع عن النفس"، "قصف"، "جوووول"...

عذرا أعزائي القراء فلقد تداخلت الخطوط والقنوات!

اللوحة الثامنة:

تشويش......... انقطع الإرسال!

أعتذر عن مواصلة عرض اللوحات إلى أن يتم "الفورمات"، ومن ثم إعادة البرمجة للتمكن من التعرف على الهوية، آملين أن ذلك قد يؤدي إلى تحديد البوصلة ووضوح الرؤى.. نلتقي بإذن الله في ظروف عربية أفضل.. في أمان الله.