شهد مبنى مدينة الأمير محمد الرياضية بالأردن، جموعا كبيرة من اللاجئين السوريين؛ حضرت واستلمت ما قُدم لهم من مساعدات ومعونات سعودية، تاركين خلفهم دعوات ودموعا وأجواء ملؤها السعادة، جراء ما حصلت عليه أيديهم من مساعدات ومعونات وجهود متواصلة، من قبل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، لتساعدهم على البقاء على قيد الحياة.

ولم تلبث إيمان مصطفى ـ لاجئة سورية بالأردن ـ أن تبتسم حال استلامها المعونة وخروجها بها من مبنى مدينة الأمير محمد الرياضية، وذلك خلال نصف ساعة فقط من دخولها وتقديمها لكرت الاستلام، مبدية سرورها وإعجابها بالجهود التي بذلت في الموقع، شاكرة للمملكة جميل ما تقدمه من مساعدات، مضيفة أنها فوجئت بجودة المواد التموينية المقدمة من قبل الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية، وأن كل ما تحتويه الصناديق هو من أجود المواد الغذائية، التي لا يستطيعون شراءها ولا اقتناءها لولا دعم خادم الحرمين الشريفين ومساعدات الشعب السعودي الكريم وجهود الحملة الوطنية السعودية.

وشاركتها نهى خالد قائلة: "إن مساعدات المملكة لن نستطيع أن ننساها ما حيينا، ولا حتى أبناؤنا بمقدورهم أن تنسى ذاكرتهم صور الشاحنات التي أعطتنا الحياة، بعد أن شردنا من وطننا ولا يوجد لدينا كسرة خبز، ولا ملجأ لنا، لذلك فإن الدَّين السعودي والوقوف بجانبنا لن نستطيع أن نوفيه؛ وإنما فقط نشعر به ونذكره لأجيالنا القادمة".

من جهتها باتت صناديق المعونات العينية تهبط من الشاحنات المُرتصة بالموقع يوميا، وتوزع على النساء والرجال والأطفال من العائلات السورية المهجرة من بلادها، وبلغت عدد الأسر المستفيدة من مساعدات ومعونات الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بتوزيع المعونات وكسوة الشتاء على اللاجئين السوريين في الأردن لليوم الثاني على التوالي وهي المحطة الـ11 ألف عائلة سورية، بواقع خمسة آلاف فرد في مدينة الأمير محمد الرياضية للشباب بمحافظة الزرقاء.

وشملت المعونات بطانيات وملابس شتوية وتمورا ومواد غذائية وتموينية مختلفة، إذ استقبلت الحملة منذ الصباح الباكر أعدادا مهولة حضرت لاستلام المعونات، فيما عبر الأشقاء السوريون اللاجئون في الأردن عن سرورهم حول آلية توزيع المساعدات الغذائية وما صاحبها من تنسيق وترتيب حال دون وجود ازدحام رغم الأعداد الكبيرة التي وُجدت في مدينة الأمير محمد الرياضية بالزرقاء لاستلامها.

ومن جهته، ذكر المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، الدكتور بدر السمحان، أن المحطة المقبلة للحملة ستكون في منطقة البادية الشرقية الأردنية، وهي المحطة الـ12 للمساعدات الإغاثية السعودية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن، وأن الاستعدادات لتنفيذها قد تمت بشكل مدروس ومنظم، بحيث يتم اختيار مواقع التوزيع وفقا لمراكز تجمع ووجود اللاجئين، مضيفا: لدينا خرائط توضح ذلك بالتعاون مع السلطات الأردنية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والجمعيات المحلية، وعند اختيار المنطقة التي سنقوم بالتوزيع فيها، يتم إحضار كشوف المستحقين وحصرهم، وتحديد الحصص المستهدف توزيعها، وتحديد الكميات، ويتم إبلاغ المستهدفين برسائل نصية عبر جوالاتهم بمكان التوزيع وموعده، إضافة إلى التنسيق مع السلطات الأردنية لتأمين الموقع وتنظيم عملية التوزيع، وبعد تجمع المستحقين، تبدأ المناداة على الأسماء، والتأكد من هوية كل مستحق ليعطى المساعدة؛ لتجنب التكرار والازدواجية في التوزيع، وعدم حصول الشخص على أكثر من حقه، فالعدالة في التوزيع أمر مهم لدى الحملة، وأن يحصل كل لاجئ على ما يستحقه حسب أفراد أسرته.