بعد ساعات على تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 3 جنود في إحدى مناطق شرق لبنان التي تتأثر كثيرا بالحرب الدائرة في سورية المجاورة، أعلن الجيش اللبناني في بيان أصدره مساء أول من أمس، عزمه على مواصلة مكافحة "الإرهاب"، وقال "إن قيادة الجيش تؤكد عزمها على السير قدما في تنفيذ الخطة الأمنية بكل تفاصيلها، مهما واجه الجيش من صعوبات، وكلفه من تضحيات".

وكانت مجموعة غير معروفة هي "لواء أحرار السنة - بعلبك"، قد أعلنت مسـؤوليتها على تويتر عن انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزا للجيش اللبناني بوادي عين عطا في خراج بلدة عرسـال أول من أمس، وقالت إنها تريد "الثأر لمقتل سامي الأطرش"، المشتبه بتورطه في اعتداءات ضد مناطق حزب الله، الذي قتل الخميس الماضي في عرسال.

من جهته، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن ما تعرّض له حاجز الجيش اللبناني في وادي عين عطا، هو عمل إرهابي مستنكر، ولن يثني الدولة عن متابعة الخطة الأمنية التي شرع بها مجلس الوزراء لتأمين الأمن والطمأنينة للأهالي على كل الأراضي اللبنانية.

ورأت كتلة المستقبل أنّه مرة جديدة يدفع الجيش "ثمن التورّط في السيـاسات الخـاطئة والإصرار على زجّ لبنان في الحرب السورية وتداعياتها على كل صعيد"، مجددة الدعوة إلى "مساعدة الجيش على ضبط الحدود ومكافحة كل أشكال التسلّل المسلّح".

من ناحية ثانية، تعود هيئة الحوار التي تضم قيادات من مختلف الاتجاهات السياسية في لبنان، إلى الاجتماع اليوم، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، والتي كان آخر إنجازاتها إعلان بعبدا الذي دعا إلى حياد لبنان، فيما توقف البحث في الاستراتيجية الدفاعية بعد عرقلة "حزب الله" للموضوع.

وفي مجال مكافحة الإرهاب، دعا سليمان "رجال الدين إلى الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت"، مشددا على أنه "مهما غال المغالون فإن الجيش اللبناني سينتصر".

وفي أزمة طرابلس، أفيد بأن الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي رفعت علي عيد اجتمع فجر أمس، مع قادة المحاور في جبل محسن، بحضور عضو المكتب السياسي في "الحزب العربي الديموقراطي" علي فضة، لعرض التوجهات مع بدء تنفيذ الخطة الأمنية، وخلال الاجتماع تلقى عيد اتصالاً ليخرج بعده من المنزل، حيث كانت تنتظره سيارة مصفحة تعود لأحد المرجعيات في الشمال وغادر المنطقة، وعلم أنه ووالده النائب علي عيد غادرا عبر المعابر غير الشرعية إلى سورية، فيما علق وزير العدل أشرف ريفي قائلا إن "البركان السوري يقذف حممه على لبنان".

إلى ذلك، أكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عوض عسيري، حرص المملكة على "ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي باعتباره فرصة ثمينة للبنانيين كي يتحدوا لمنع الفراغ الدستوري"، مؤكدا أن السعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي.

وأشاد عسيري في تصريحات صحفية أمس، "بدور الجيش الذي يمثل كل اللبنانيين وصمام الأمان للبلاد"، مشيرا إلى أن "الهبة السعودية للمؤسسة العسكرية تعكس مدى حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره".

وفيما يخص ملف اللاجئين السوريين وما يعانيه لبنان جراء أعـداد النـازحين المتزايدة، أكد عسيري "وقوف المملكة إلى جانب لبنـان في تحمل أعباء اللجوء، واستعداد الجميع لمساعدته في هذا المجال"، متمنيا "انتهاء الأزمة السورية وعودة اللاجئين إلى بلدهم".