ومع إدراكي مسبقاً أن أي صوت عاقل حكيم يذهب ولو "همساً" إلى الإخوة في "حماس" غزة سيوصف بالخذلان والتصهين والعمالة، وبالطرد من صحف العرب وصحاريهم ومن جزرهم الصفراء الواسعة. كل هذا لن يمنعني من قول كلمة صادقة، ولو من باب المواساة لعوائل أكثر من 120 قتيلاً شهيداً من أهلنا في غزة، فيما لم يثبت بأي دليل ولو قطعا ثانويا ليهودي واحد في عبث هذه الحرب غير المتكافئة. ولإخوتي في حماس: لا تجعلوا من هذا الشعب المحاصر الضعيف المسكين ضحية تلقائية لجعجعة قناة الجزيرة التي تنفخ في نصر كاذب أو تغريدات عشرات طلاب العلم ودعاته وأدعيائه. يكفيكم من هؤلاء الأدعياء مباهاة واحد من أشهرهم بأن له نصف مليون متابع من غزة الصمود من بين الملايين من متابعيه، وفخره الصامد أنه من بيته المخملي وثروته الطائلة يتضامن معهم برسائل "التغريد" من حياته المترفة.
سأقول لإخوتي في حماس: إن هؤلاء الذين ينامون على ريش النعام لن يقدموا لكم ريشة حمامة، وإنهم يدفعونكم إلى مزيد من مغامرات الهلاك في حروب رمضانية معتادة بين قوتين غير متكافئتين. هؤلاء المترفون من "مجاهدي تويتر" لن يشعروا أبداً بمعاناة شعب تحت الحصار الصهيوني، ولن يتلمسوا آهات وأنات النساء والأطفال والمعاقين والعجزة. هؤلاء الأدعياء من "مجاهدي تويتر" لن يفعلوا بأرقامهم الآلافية ولو حتى عشر "دفقة" من تبرعات "بيل جيتس" الذي يعد جاهزا متى ما سنحت له الفرصة. وللإخوة في حماس: استمعوا مرة واحدة إلى صوت العقل والحكمة حين سبحتم في بحور قناة الجزيرة ومجاهدي تويتر وعنتريات حسن نصرالله وأوهام ملالي إيران على حساب علاقاتكم المبتورة الموتورة بزعيم تاريخي مثل عبدالله بن عبدالعزيز، وهو الذي رفع يده، يائساً، بعد أن دعاكم إلى المصالحة تحت أستار الكعبة. سأقول لكم صادقاً ومن قلب صائم: إن عدونا المشترك بات يستخدمكم اليوم كتمرين عسكري تعبوي تنقله قناة الجزيرة ويصفق له مجاهدو تويتر، وسأقول لكم صادقاً: إن الشعوب على وجه الأرض تعرف اليوم كل الفوارق بين الانتصار والهزيمة، وكل مسلم يعرف من دروس التاريخ أن القدوة المصطفى ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ قد سمى "أُحُداً" هزيمة كي يستوعب صحابته وأتباعه الدرس.