وما المشكلة في ذلك، طالما أنَّها مهنة شريفة تكسبني وتكسب الآلاف غيري من الفتيات والسيدات اللقمة الحلال، وتمكننا من إعالة أنفسنا وأسرنا وتقديم خدمة لغيرنا ولمجتمعنا.
ولا يغفل أحد - بل أنا أتحدَّى - أنَّه ما إن تطرح مسألة توظيف الإناث حتى يحكي القاصي والداني عن خطوة وزارة العمل، بل خطوة المجتمع ككل في دعم توظيف السعوديات كبائعات في المحلات المتخصصة وغيرها، وكنت وما زلت وسأظل من المدافعات عن حق ابنة بلدي بالعمل في المكان الذي يحفظ لها عيشها وكرامتها ويحقق ذاتها وإن كان تدريجياً.
لكن الغريب والمهين أنَّني لاحظت، كما لاحظ كثيرون غيري، قلة تدريب الفتيات والزج بهنَّ أمام صندوق المحاسبة من دون خبرة تدريبيَّة تؤهلهنَّ لذلك، وربما هذا يأتي من منطلق (التدريب والممارسة) على رأس العمل كسباً للوقت.
وما لا أفهمه هو سلوك بعض "الكاشيرات" وهن يحملن هواتفهن الجوالة أثناء العمل، وأخريات يتشاركن قصصهن الشخصية أمام الزبائن بصوت مرتفع لدرجة يمكن أن تطلب إحداهن من الزبون، الذي يقف أمامها، الانتظار ريثما تنهي "سالفتها" مع زميلتها "الكاشيرة" الأخرى. ناهيك عن مضغ اللبان، والعجز عن قراءة الأرقام والكلمات الإنجليزيَّة الدارجة، وعدم إلمام بعضهن الآخر بتوفر سلعة بعينها.
ومن هنا أتمنى على أخواتي "الكاشيرات" المكافحات أن يلتزمن بقواعد العمل المتعارف عليها، وإن كان ما يتقاضينه من راتب لا يتوافق مع طموحهن. حتى لا يزرعن ألغاماً جديدة لأخريات، ويعكسن صورة سيئة لعمل "الكاشيرة" بسبب هفوات يتخذها "المتربصون" حجة ضدكن، وأنكن فاشلات.
الزبدة:
"حاسبي نفسك والخدمات التي تقدمينها قبل محاسبة مشتريات الآخرين".