سباق مواهب ومنتجات بين الشباب المواطنين والمواطنات في مهرجان الساحل الشرقي بالواجهة البحرية في الدمام، فكل فئة تعرض منتجاتها الشعبية من مأكولات وغيرها، ليتقدموا بذلك على المقيمين.

حيث تبنى المهرجان الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، مشاركة 120 أسرة منتجة من أسر الدمام والخبر والقطيف بهدف التعريف بأهمية الإنتاج الأسري، وقيمة العمل في تحقيق الاستقلالية ونمو الدخل، مع عرض منتجات الأسر المنتجة.

"أم سعد" نموذج لمن قدم لهن المهرجان فرصة للتربح فهي امرأة عصامية تتقن ألذ خلطات القهوة والبهارات، واحترفت هذه المهنة في سن الصبا.

وتضيف أم سعد أن صناعة خلطات القهوة والبهارات فن توارثته من والدتها التي كانت معروفة ومشهورة في ذاك الزمان، قائلة "استطعت أن أرث مهنة والداتي بجدارة وبمساعدة والدي الذي شجعني على الاستمرار في خطى أمي".

وفي مكان ليس ببعيد تقف هدى عبدالله المتخصصة في صناعة البهارات، إحدى المشاركات في جناح الأسر المنتجة، التي أوضحت أن ما يميز الأطعمة إضافة البهارات التي تعطي النكهة الطيبة والرائحة الزكية، مؤكدة أنها تعد سرا من أسرار الطبخ بتعدد أشكالها وأنوعها وخلطاتها.

ولفتت "أم محمد" إحدى المشاركات في المهرجان بجناح الأسر المنتجة، للتعريف بأهم المأكولات الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية، إلى أن غالبية الأكلات الشعبية في المنطقة أو دول الخليج متشابهة وإنما قد يكون الاختلاف في الاسم.

من جهتهم، نجح مجموعة من الشباب السعودي المشاركين في أعمال البيع، حيث لا يكاد يخلو المهرجان من عروض للشاي والقهوة العربية بنكهات مختلفة والبليلة والحلوى والخبز والكليجة الحساوية التي تحظى بانتشار شعبي واسع، ويتولى إعدادها مجموعة من الشبان يفكرون بطريقة اقتصادية يغلب عليها الجد والاجتهاد في انتهاز فرصة المهرجان.

وبين الشاب حمد الدوسري صاحب مطعم مشويات، أن الكسب المادي الشريف ليس بعيب، وإعداد المشويات لا يستغرق وقتا طويلا وهو مربح للغاية، خاصة بعد الإقبال الكبير الذي تشهده هذه المطاعم في المهرجانات.

مصطفى محمد الذي اتخذ من أحد الأركان متكأ ونافذة لترويج بضاعته من الحلوى البحرينية والعمانية، قال إن غالبية زبائننا من جميع الأجناس، موضحا أن إضافات النكهات ومقدارها يظلان سرا للمهنة من الصعب الإفصاح عنه للحفاظ على الجودة.

ويقول خالد القحطاني صاحب مقهى شعبي لإعداد الشاهي والقهوة والخبز إن اتجاه شباب المنطقة للعمل الشريف هو فخر ويجب أن نكون قدوة لكثير من الشباب العاطل عن العمل، مشيرا إلى أن المقهى الشعبي يدخل عوائد مجزية في البيع وتتجاوز مبيعاته في اليوم الواحد 3 آلاف ريال.


"الأكلات" تعكس تراث "المطبخ" بالأحساء

الأحساء: عدنان الغزال

عكس 12 ركنا للأكلات الشعبية بمهرجان ريف الأحساء 3 تحت شعار "ودكم نرجع"، في متنزه الأحساء الوطني بمدينة العمران، تراث "المطبخ" قديماً في الأحساء، من خلال تقديم عدة وجبات متنوعة، منها: خبز المسح، والخبز الأحمر الحساوي، وخبز البيض، واللقيمات، والهريس، والجريش، والأرز، والشوربة، والعصيد، والبليلة، والشاي، والقهوة، وبعض أنواع الفطائر والحلويات.

وفي سياق متصل، باتت "الخيمة الشعبية" في المهرجان، وما تحتويه من منتجات تقليدية "قديمة"، والتي كانت تعد جزءا رئيسيا من احتياجات أبناء الأحساء في الزمن الجميل، هي الوجهة الرئيسية و"مقصد" كثير من زوار وزائرات المهرجان.

وتشتمل الخيمة على أثاث متكامل للبيت الأحسائي الشعبي، وكذلك الأواني المستخدمة في الفترة الزمنية السابقة، وصور ومجسمات لأدوات المنزل قديما، كما تحتوي الخيمة على تفاصيل كاملة لحياة "البدو" الرحل في الأحساء، وكذلك تحاكي منزل المزارع "الريفي" بكامل مكوناته، واستعانت اللجنة المنظمة في المهرجان بالمهتمين وعشاق التراث في الأحساء، في استعارة بعض من تلك الأدوات لعرضها أمام زوار المهرجان.

بدوره، أكد المدير التنفيذي للمهرجان عبدالله السلطان لـ"الوطن"، أن الخيمة الشعبية والأكلات الشعبية حققتا نجاحا منقطع النظير في ظل إقبال الزوار، الذي يعكس رغبة جامحة في التعرف على الماضي، والوصول إلى كافة تفاصيل ومفردات المعيشة سابقا بالأحساء.