كان يحصل على 200 جنيه ليكفر!، يدّخر منها ليحج!، كان طويلاً و فتيّاً بما يكفي لعدم التفكير بضمه إلى المسلمين، إذ لا يمكن تصديق أن هذا المصارع يكتفي بتمرتين!، ورغم صغر دوره في أول فيلم ديني "ظهور الإسلام" الفيلم الوحيد الذي كتب حواره طه حسين، إلا أنه فتح الباب واسعاً لفريد شوقي ليضرب ويُضرب!، كان سراج منير قد كبر أكثر من اللازم، و ربما لأنه ضم "كوكا" إلى صدره أكثر مما يجب في "عنتر و عبلة"، غيّر زوجها الغيور نيازي مصطفى وجهاته العنترية إلى فريد شوقي، و انطلق الوحش، مشكلاً نموذجاً عجيباً وتاريخاً أعجب، وبعد وفاته حصل على جائزة أفضل ممثل في تاريخ السينما العربية!، عيبه أنه يمثّل في كل فيلم يضمن له بطولة مهما كان متهافتاً، وميزته المتضمنة لعيب آخر أنه ظل طينة سهلة التشكيل، فإن كان المخرج جيداً ظهر بارعاً، وإن كان المخرج سيئاً ظهر مصطنعاً ومتكلفاً، لكنه لا يفقد القدرة على سحب البساط، كلهم جربوا وفشلوا، لا عادل إمام ولا عزت العلايلي ولا حتى فاتن حمامة وسعاد حسني ومحمود مرسي وأحمد زكي ويحيى الفخراني، قدروا على سرقة الكاميرا منه، و حتى هذه اللحظة لم يُعرف لذلك سبباً و لم يبطل عجباً!