توقفت طويلاً أمام صورة وافد من جنسية شرق أوسطية يعمل مع زملاء من جنسيته، في مطعم لبيع الوجبات الخفيفة ومحل آخر لبيع المكسرات في إحدى المحافظات.. الصورة البشعة التي طافت عبر ملايين الهواتف الذكية تكشف عن مجموعة من "عبوات الماء" مملوءة بالقاذورات - أكرمكم الله - يقومون بخلطها بالمواد الغذائية وبيعها للناس لأجل تسميمهم ونشر المرض بينهم!

ليس من حقي مطلقاً أن أسأل لماذا يكرهنا هؤلاء ويحقدون علينا إلى هذه الدرجة القصوى؟.. عطفاً على أن هناك من أبنائنا من تجاوزهم إلى تكفير شعبنا واستباحة دمه .. نحن نحاكم نفساً أمّارة بالسوء.. الثقب الوحيد الذي قد ينفذ من خلاله سؤالي هو: طالما أننا فتحنا بلادنا لهؤلاء، ومنحناهم الفرصة للكسب الحلال حينما ضاقت عليهم السبل في بلادهم، وتوفر لهم الأمن، والتعامل الحسن في أغلب الظروف، فما الذي يدفعهم لذلك؟!

نحن لا نتحدث عن فعل فردي أو شاذ، هذه الأفعال تصدمنا بوجهها القبيح بين فترة وأخرى، تختلف الطرق والوسائل، لكن الحقد والكراهية وشهوة الانتقام هي القاسم المشترك بين الحالات جميعها!

ثم إن هذا هو الذي تم كشفه واكتشافه، ربما هناك حالات مماثلة مرت دون اكتشافها!

لم أجد سبباً مقنعاً سوى أن هناك خللا في علاقة بعض المواطنين وأصحاب العمل - الكفلاء - بالوافدين.. وهو ما ينسحب على إيقاع الضرر بنا نحن الذين لا ناقة لنا ولا بعير.. لذا لا بد من إعادة ترتيب علاقة البعض بهؤلاء الملايين الذين يعملون بيننا.. لا بد أن نغيّر نظرتنا نحو هؤلاء الذين جاؤوا إلينا من كل مكان.. هؤلاء بشر مثلنا جاءت بهم الحاجة.. ولولا الحاجة لما جاؤوا إلينا، أحسنوا التعامل معهم، وتذكروا أن لكل فعل ردة فعل.. إن خيراً فخير، وإن شراً فشر - إلا من رحم ربي.