علي مشبب آل عبود
الرياضة بشكل عام مطلب لجميع فئات المجتمع، ومختلف الرياضات غالباً ما تكون لها آثار إيجابية، صحياً ونفسياً واجتماعياً.
ولكن الإعلام الرياضي لدينا اتجه مؤخراً عكس المبادئ الصحيحة للرياضة. فيتضح للمتابع لقنوات الرياضة والصحف الورقية والإلكترونية والبرامج الإذاعية، أن حالة من الفوضى تعمّ هذا القطاع الحيوي المهم.
وفي بداية كل برنامج رياضي متلفز أو مذاع يبدأ مقدمو هذه البرامج مخاطبتهم للمشاهدين والمستمعين بعبارة "نتمنّى أن نقدم لكم ما يفيدكم ويمتعكم.."!
ولا أعلم أي فائدة أو متعة سنجنيها من حوار أو نقاش مليء بالتعصب العلني والمشادات التي هي أبعد ما تكون عن الروح الرياضية.
وأي ثقافة رياضية أو فائدة جسدية نريد من شبابنا أن يتسلحوا بها وهم يعيشون يومياً هذه الآلاف من الكلمات المقروءة والمسموعة، والتي لا تزيدهم إلا فرقةً وعداوة، وإليكم أمثلة مختصرة جداً:
المدير الفني لأحد الأندية السعودية يقول في أحد تصريحاته: "إنها حرب.. خسرنا معركة ولم نخسر الحرب كلها"، ويكمل قائلاً: "سيتحول صبرنا إلى غضب في الجولات والمنافسات المتبقية..."!
كاتب رياضي يعنون لأحد مقالاته واصفاً نادياً سعوديا بأنه "فعّال لما يريد" والعياذ بالله من الجهل.
وفي مقال آخر يصف نادياً آخر بأنه "قوة لا تقهر"!
ويخرج لنا أحد من تجاوز عمره في العمل الإعلامي خمسة وعشرين عاماً، فيقول - وليته لم يقل - "النساء يذهبن إلى الحرم المكي، ويؤدين الصلاة بكل تنظيم، ولا يعكر ذلك شيئا، فلماذا لا يحضرن إلى مدرجات الملاعب"؟
هذا كله بخلاف الشتائم والسباب والمشاحنات التي لا تتوقف، حتى أصبح الوسط الرياضي بيئة لا تمت للفائدة والمتعة بأي صلة.
وهنا السؤال: هل هذه بداية الإعلام الرياضي المفتوح، أم ستكون بداية النهاية له؟