تسدل الستارة اليوم على مونديال البرازيل الذي استحق بحق أن يكون مونديالا "مجنونا".
وجاء منبع الجنون من اعتماد معظم منتخباته تقريبا أداءً مفتوحاً أوصل أهدافه إلى مقربة من الرقم القياسي للأهداف المسجلة في مونديال فرنسا 1998 (البالغة 171 هدفا)، فحتى نهاية مباريات نصف نهائي المونديال الحالي سجل 167 هدفا، وهو رقم طبع البطولة بصبغة هجومية ممتعة للغاية.
ولم يقف الجنون عند هذا الحد، فقد خرجت من الدور الأول للمونديال الحالي منتخبات حملت اللقب سابقا في مقدمتها إسبانيا ومعها إيطاليا وإنجلترا، وسقطت المضيفة البرازيل حاملة ألقاب خمسة نهائيات في نصف النهائي بشكل كارثي وبهدف مقابل سبعة أمام ألمانيا في أكبر مفاجآت البطولة.
وبعيدا عن الأرقام، فإن نهائي اليوم بين ألمانيا والأرجنتين لن يشهد نتيجة كبيرة، فكلا طرفيه ناضج تكتيكيا، وكلاهما يحسن الذود عن مرماه بمنهجية دفاعية محكمة، ولدى كل منهما مدرب يحسن قراءة أوراقه وأوراق منافسه على أحسن صورة.
نظريا، واستنادا إلى الأداء التصاعدي والجماعية الواضحة تبدو حظوظ الألمان أرجح قليلا للقبض على اللقب ليكون الأول لمنتخب أوروبي في القارة الأميركية، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام رجال "سابيلا" ورفاق "ميسي" الذين نجحوا في تكبيل جموح "أريين روبن" وكفاءة "فان بيرسي" التهديفية وشلّ حركة شنايدر "المتحرك".
يدخل الألمان موقعة النهائي بنشوة السباعية الصادمة التي سجلوها في شباك راقصي السامبا الذين بدوا بلا حول ولا قوة، وهم بلغوا القمة بنجاعة، وجربوا كيفية مواجهة منتخبات تعتمد على النجم الاستثنائي كما تفعل الأرجنتين مع "ميسي"، وذلك حينما واجهوا "كريستيانو رونالدو" والكتيبة البرتغالية وأسقطوها برباعية نظيفة، كما درسوا الآلية التي اعتمدها مدرب هولندا "لويس فان جال" لتعطيل "ميسي" وجعل خطورته بعيدا عن الصندوق، ولا بد أنهم سيفعلون مثلها عبر مراقبته بلاعبين يضغط عليه الأقرب منهما إليه كلما استلم الكرة.
ومع كل هذا، فإنني أرى أن الأرجنتين قادرة بدورها على فعل الكثير، خصوصا أنها تسترد اليوم "أنخل دي ماريا" ما يفسح في المجال أكثر لتحركات "ميسي" ويمنحها خطورة أكبر، أو يفيد من الرقابة اللصيقة عليه.
باختصار، الأرجحية لألمانيا، لكن شيئا ما داخلي يقول: "إن رفاق ميسي سيرقصون "التانجو" اليوم".