تعيش أسرة مواطنة متنقلة من منزل لآخر، هي وزوجها القعيد، المصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، وأربعة أطفال، والسبب عجزها المتكرر عن دفع الإيجار، فبمجرد تأخرها عن التسديد يطلب الملاك منها ترك المنزل، ويتفاقم الوضع عندما يعلمون بحقيقة مرض زوجها، فيسارعون بطردها خوفا من "العدوى".
تقول "أم فهد" (33 عاما) لـ"الوطن" "تزوجت منذ 15 عاما من موظف بالميناء، وبدأت معاناتي منذ عشرة سنوات، عندما اكتشفنا إصابة زوجي بالإيدز، وكان في مرحلة متأخرة، وفشلنا في إيجاد علاج له، ثم تأزمت الظروف المالية علينا، فلم نعد نجد المأوى المناسب".
وأضافت "طوال الأعوام الماضية ونحن نتنقل من منزل لآخر في جدة بسبب تعثري عن دفع الإيجار، فملاك البيوت لا يتحملون كوني أما ومعيلة ومريضة، وما إن أتأخر عن دفع الإيجار يطردوننا، وعندما يعلم المالك بحقيقة مرض زوجي، يسارع إلى طردنا خشية انتشار العدوى بين الجيران" مشيرة إلى أن الأمر انتهى بهم في منزل آيل للسقوط، ولكن مالكه أرسل لهم إنذارا بالطرد إن لم يدفعوا الإيجار المتأخر عاما كاملا.
وعن ملابسات مرض زوجها، تقول "كان زوجي مستقيما، ولكن أصدقاء السوء أقنعوه بالسفر معهم إلى دولة آسيوية، فعاد بعدها حاملا للإيدز، وبعد زواجي بسنوات اكتشفت صدفة عند إجراء تحاليل أن زوجي مصاب بالمرض، ولكن التحاليل أثبتت سلامة أطفالي".
وأضافت أن "الصدمة أفقدتني صوابي، وبعد أن أفقت بدأنا في رحلة البحث عن علاج، اضطررنا خلالها إلى التجول على محال وعيادات الطب الشعبي، ولم تفلح أي وصفات في علاج زوجي، وما زاد الأمر قسوة إصابتي بالمرض عن طريق زوجي، فأصبح كلانا مريض بالفيروس الخطير".
وقالت أم فهد "تقدمت بشكوى للشؤون الاجتماعية التي قررت صرف 850 ريالا لي ومثلها لزوجي شهريا، ولكن المبلغ لم يكن يكفي لدفع إيجار البيت الشعبي الذي يبلغ 12 ألف ريال سنويا، وعلاج زوجي المقعد، الذي أصيب بعد ذلك بمرض في الغضروف أدى إلى شلل رباعي".
وأشارت إلى أن زوجها كان يملك منزلا بسيطا اضطر لبيعه والإعاشة منه، وحاولت أسرته الإسهام في علاجه ببيع منزلهم الشعبي الكائن بحي غليل بمبلغ 240 ألفا أنفقت كاملة على علاجه بأحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بجدة دون فائدة.
وأوضحت الزوجة أن العلاج الوحيد الذي يحصل عليه زوجها من مستشفى الملك سعود بجدة كان حبوبا تصرف له دوريا، وحتى تحصل عليها تضطر للاستدانة من الجيران للذهاب والإياب بسيارة أجرة.
وتطالب أم فهد "بتوفير سرير لزوجها بمستشفى الملك سعود، مشيرة إلى أنها كلما تركت زوجها بالمستشفى للعلاج بها، تطرده، وتعيده إلى المنزل بسيارة إسعاف.
وتملك الزوجة مستندا رسميا تحتفظ "الوطن" بنسخة منه، موقعا من مدير مستشفى الملك سعود العام بجدة الدكتور محمود خوجة يفيد بأن سبب تعذر علاج زوجها حمله لمرض "نقص المناعة المزمن بالدم" مما سبب له مضاعفات.
من ناحيته، قال مدير مستشفى الملك سعود العام بجدة الدكتور عبد العزيز الشطيري إن "وحدة الرعاية تقدم العلاج لمرضى الإيدز، وجميعهم يلقون عناية طبية مكثفة وفرتها لهم وزارة الصحة، وإن حالة هذا المواطن متأخرة، ولا تستجيب للعلاج"
وأضاف أن "مريض الإيدز يعيش حياته طبيعية، مع استعمال الدواء باستمرار، وهو ما سيمنع بإذن الله انتقال العدوى".
وعن إمكانية علاج المريض من الشلل، قال "إن المستشفى لا يتوافر بها أطباء عظام".