لو قلنا إن الهجوم المصري الذي يتلقاه مسلسل "سرايا عابدين" بسبب أن كاتب العمل خليجي ستكون هناك وجهة نظر، وهذه المرة الأولى التي يقتحم فيها كاتب خليجي الدراما المصرية، لكن الأمر تعدى مسألة الكاتب إلى تصوير العمل على أنه إساءة إلى تاريخ عائلة الخديوي إسماعيل وأحفادها، وربما يصل الأمر إلى المقاضاة القانونية.
النقاد المصريون غاضبون من طريقة تعاطي المسلسل مع هذه الحقبة التاريخية المهمة في تاريخ مصر، وسردوا جملة من المغالطات التاريخية في المسلسل، بما في ذلك تاريخ إنشاء سرايا عابدين التي تحمل عنوان المسلسل، وتقديم السرايا على أنها مكان للجواري.
ووقف البعض على بعض الأخطاء الإخراجية الفادحة، على حد تعبيرهم، وقد وصفت الدكتوره لميس جابر العمل بأنه "كوميدي وليس تاريخيا". تقول: "الأمير فؤاد بن الخديوي إسماعيل مات بأكل مسموم عبارة عن خبز توست مع جبنة شيدر، هو مسلسل كوميدي بس مش للدرجة دي".
يبدو أن الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة اعتمدت على الاستعراض الفنتازي لأجزاء من المسلسل، ويبدو كذلك أنه محاولة من القائمين على العمل للوصول إلى مستوى مسلسل "حريم السلطان" التركي.
هذا المسلسل الذي يعد من أكثر الأعمال العربية كلفة بواقع 20 مليون دولار، وشارك به نحو 250 ممثلا، يحظى اليوم بنسبة مشاهدة عالية رغم كل اللغط الذي يثيره، وتؤكد القناة المنتجة للعمل MBC أن "المسلسل دراما اجتماعية يخالطها الكثير من الخيال، ولا تهدف إلى توثيق المرحلة الخديوية".
وتقول القناة أيضا إن "الأخطاء مقصودة، وهناك تعمد للذهاب إلى البعد الدرامي على حساب التاريخ لتحقيق عنصر الدهشة"، وهو المسموح به دراميا، وكان على القناة أن توضح ذلك عبر رسالة في "تتر" المسلسل، حتى لا يؤخذ على أنه عمل تاريخي توثيقي.