يبدو أننا لا نعرف قيمة الشيء إلا حينما نفقده، وهو ما يحدث معنا هذه الأيام خلال الشهر الفضيل، فحرارة الجو المرتفعة تجعلنا نشعر بالعطش مبكراً، لنقضي بقية النهار بتمني شربة ماء باردة تطفئ هذا العطش الشديد.

هذا في شهر الصوم، فهل نحن نتعامل مع الماء كما يجب أن نفعل خلال أيام السنة الباقية؟ فالماء ليس عنصراً هامشياً في أجسامنا، بل يكاد يكون أهم العناصر على الإطلاق، إذ يرى علماء مختصون أن النسبة الطبيعية للماء في الجسم يجب أن تترواح ما بين 55-78%!، بينما واقعنا يفصح عن أن كثيراً منا تقل نسبة الماء في أجسامهم عن 30%! وهو ما قد يصفه أخصائيو التغذية بالجفاف غير المبرر، وذلك بسبب عدم اهتمامنا بشرب السوائل المتنوعة، وخصوصاً الماء بصورته الصافية، وهذا ما يفسر الخمول والتعب والإرهاق المستمر، إذ إن الماء يلعب أدواراً متعددة في بلازما الدم وغيرها، وغني عن القول إن تناقص الماء عن الحد الأدني يؤثر على فعالية أعضاء الجسم كلها. الجدير بالذكر أنه يمكن احتساب الكمية المطلوب منك شربها يومياً، بواسطة ضرب وزنك بـالرقم 0.033، أي إذا كان وزنك 70 كجم؛ فأنت بحاجة لشرب لترين وثلث من الماء يومياً! وهي كمية ضخمة بمعاييرنا اليومية، لذا يقترح الخبراء أن يحمل الفرد معه قاروة ماء يشرب منها متى ما سنحت له الفرصة.

وهمسة أخيرة في أذن "حواء"، وخصوصاً من يبحثن عن الجمال، لم لا تفكرن بالماء؟ فنضارة الجلد والملمس الناعم لن تتم دون أخذ الجسم كفايته من الماء! لذا احرصي على شرب الماء، والارتواء منه قدر الإمكان، وسوف ترين النتيجة قريباً إن شاء الله، وأخيراً.. صدق المولى تبارك وتعالى حينما قال: "وجعلنا من الماء كل شيء حي".