أول من أمس، كان افتتاح فعاليات معرض الكتاب الخيري الثامن بالتعاون مع جمعية كفيف، وذلك عبر تنظيم رائع جدا من إدارة النادي الأدبي في الرياض.

الجميع حرص على أن يقدم ولو شيئا يسيرا لهذه الفئة التي تستحق الدعم والرعاية. نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور الجاسر كان هناك دعما وتشجيعا.

كان المكفوفون هم نجوم تلك الأمسية الخيرية الجميلة، إذ قاموا بتقديم فقرات حفل الافتتاح بمساعدة منسوبي نادي الرياض الأدبي.

تلك الفعاليات المجتمعية ذات الأهداف السامية المباركة، جهود يستحق نادي الرياض الأدبي الشكر عليها، وقد تبرع كثير من الجهات والأشخاص بأعداد كبيرة من الكتب للمعرض الخيري؛ كي يعود ريع بيعها لجمعية "كفيف".

من ضمن الفقرات المؤثرة كانت قصيدة لطفلة كفيفة في العاشرة، تتحدث عن رغبتها في أن يمنحها الله نعمة الأبصار لترى والدتها لبضع دقائق فقط.

صفق الكثيرون إعجابا بتلك الطفلة المبدعة. احتضنتها والأصدقاء القريبون منها في الردهة.

فعل ذلك الأمير سعود بن محمد، مدير عام الأندية الأدبية، والدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي، وأثنينا عليها وشجعناها، وكذلك فعل قبلنا الدكتور الجاسر. الحضور كان معقولا لكنه ليس كافيا.

النادي الأدبي وجمعية المكفوفين أعلنا عن المعرض الخيري، والفاعلون في المشهد الثقافي والإعلامي أيضا أسهموا في الدعوة للمشاركة في الفعالية.

نقول: شكرا نادي الرياض الأدبي لحسن التدبير واحترافية التنظيم، ونقول لرجال الأعمال والموسرين: لقد افتقدناكم في مقر النادي، فإخوانكم في جمعية "كفيف" يحتاجون دعمكم.

نحرص على فعل الخير دائما وفي كل الأوقات، فما بالكم في شهر الخير والبذل. التكافل المجتمعي دليل بيئة صحية وتحضر، فلنغرس في نفوس المحيطين بنا الإسهام في هكذا مناسبات، والحرص على المشاركة فيها.

المعرض انتهى أمس الخميس، ولكن الفعاليات مستمرة، فلنحرص على التواصل، ولنحرص على البذل والعطاء، وليكن هذا الشعور الإنساني يقظا لدينا بشكل دائم.

حين ترى البسمة على شفاه الأطفال المكفوفين وعلى محيا الكبار منهم، تشعر بالرضا والسعادة في داخلك؛ لإيمانك أن الحياة جميلة بالتعاون، وأنها أكثر إنسانية بالتعاطف مع الإنسان الذي يعاني من إعاقة حرمته ـ بقدرة الله ولحكمة يعلمها الله ـ من نعمة النظر إلى ما حوله، وإلى أحب ما لديه والده ووالدته، كتلك الطفلة التي أبكت كثيرا من الحضور، خاصة النساء.

سعدت حين سمعت من مسؤولي جمعية "كفيف" في سياق حديثهم، عن مذكرة تعاون، أو مذكرة تفاهم مع النادي الأدبي، وكيف أن الأنشطة ستتوالى والفعاليات ستتنوع؛ دعما لأحبتنا المكفوفين عبر جمعيتهم الخيرية.

الفعاليات التي نظمها النادي كانت متنوعة وجميلة، فهناك مسرحية مصاحبة للمعرض، وأمسية شعرية، وقد حرص القائمون على الفعاليات على استقبال الجميع، والترحيب بهم، وتيسير مشاركتهم. الفكرة كانت ربط العمل الخيري والتبرع بنشر الوعي والفكر والثقافة، من خلال تنوع التبرعات بين: شراء الكتب، والتبرع بها.

رسالة توعوية للعقل الجمعي، وهي مكان تقدير المتابعين وإعجابهم. المتعة والفائدة العلمية والمعرفية مقرونة بتحقيق مضامين التكافل الاجتماعي، الذي يليق بأمة متحضرة ذات رسالة إسلامية عالمية راقية المحتوى في هذا المجال.

على هامش الفعاليات التقيت مدير الجمعية، ورئيس مجلس الإدارة، فرأيت عقليات مستنيرة تحلم بخطط عظيمة وأفكار خلاقة؛ من أجل دعم المكفوفين وتيسير أمور حياتهم.

ربما سيكون من الأفضل لو مدد النادي مدة قبول التبرعات من الكتب لفترة أطول، وربما لو كانت المدة مفتوحة طول العام، بحيث يستقبل النادي الكتب من كل من يرغب في التبرع بأي كمية منها، يستقبلها النادي وينظم بيعها، ويستقبل في المقابل الأموال النقدية لشراء تلك الكتب.

كم كان أولئك المكفوفون رائعين ومبدعين، وكم كانت كلماتهم صادقة ومؤثرة، وهم يقولون لنا: كونوا معنا فنحن بحاجتكم.

الحضور النسائي لم يكن مرضيا، ربما حضر أقل من عشر سيدات، وغياب المستنيرات عن مشهد الدعم الخيري غير مقبول.

أولئك الجنود المجهولون في نادي الرياض الأدبي يستحقون منا الشكر، فقد كانوا خلية من النشاط طيلة أيام المعرض، فلهم الثناء والتقدير.

الزميلان المبدعان: هاني الحجي، وفالح العنزي، كانا بحق مثار إعجاب الجميع؛ للتنسيق الرائع لإنجاح معرض الكتاب الخيري.