فتحت زيارة المدرب الأرجنتيني "مارسيلو بيلسا" الحالية للرياض باباً عريضاً أمام الشائعات بين المتابعين، على الرغم من أن وجوده جاء بعد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم عن اتفاقه وبالتعاون مع إحدى الشركات الرياضية المتخصصة على استقدامه لإلقاء محاضرات فنية لمدربي المنتخبات السعودية السنية ومدربي أندية الدرجة الممتازة (الفئات السنية).
وفي وقت تداولت الأخبار أن حضوره وضعه على مقربة من تولي تدريب المنتخب السعودي الأول بدلاً عن مدربه الحالي الإسباني "لوبيز كارو"، شكلت زيارته الافتتاحية لمقر الهلال مادة خصبة أكدت تفاصيلها أن "بيلسا" في طريقه لتدريب "الأزرق" خلفاً للوطني سامي الجابر، وأن وجوده بنادي الهلال برفقة عضو شرف النادي الأمير فهد بن محمد، ليس سوى خطوة أولى لإتمام التعاقد.
هذه "السيناريوهات" المتعددة، وتحديداً تلك التي تخص المنتخب السعودي، وضعت كثيرا من علامات الاستفهام المستقبلية فيما يتعلق بالجانب الفني لـ"الأخضر" المقبل على استحقاقات قارية مهمة، وقسمت الشارع الرياضي بين مؤيد للتعاقد مع مدرب عالمي يحمل سجلاً تدريبياً مميزاً مثل "بيلسا" الذي سبق أن أشرف على منتخبات عدة أبرزها الأرجنتين، وناديي إسبانيول وأتليتيكو بلباو الإسبانيين، وآخر يفضل تسليم المهمة لجهاز وطني بحت.
ومن بين المؤيدين للخيار الوطني، يقفز اسم الدكتور عبدالرحمن الصايغ، صاحب نظرية (تمكين الموهبة) وفكرة (المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم)، الذي اقترح جهازاً فنياً وطنياً للمنتخب الأول مكوّنا من مجموعة كفاءات تدريبية "ذات خبرة"، مشدداً على أن هذا المقترح موجود لديه منذ فترة ولا علاقة بطرحه الآن بعمل الجهاز الفني الحالي، وأن الفكرة مستقرأة من مجمل موضوع تجربة التدريب في المنتخب الأول الذي مر بمحطات عدة شكلت مادة جديرة بالدراسة والاستفادة، مشيراً إلى أمله ألا يفهم المقترح على أنه مناداة بإقالة لوبي، وقال "لا يحق لنا التدخل في عمل أناس هم الآن في موقع المسؤولية في اتحاد كرة القدم لكنه مقترح مساند فيما لو قرر الاتحاد الاستغناء عن خدمات الجهاز الفني الحالي".
واختار الصايغ 7 أسماء تدريبية وطنية، يرى أنها في حال عملت مجتمعة، تملك المقومات التدريبية الكافية للوصول بالمنتخب إلى مستويات متقدمة، واضعاً اسم خليل الزياني مشرفا عاما للجهاز المقترح، مبرراً خياره بأنه "خير من يستطيع اكتشاف المواهب ووضع توليفة قوية متجانسة فنياً ونفسياً"، واختار عبدالعزيز الخالد رئيساً وقائداً تنفيذياً، كونه "أكاديمي تربوي ومحنك فنياً ويتميز بالصبر والجلَد والرؤية الدقيقة والتقييم الفني المتوازن"، فيما رشح كمساعد أول خالد القروني صاحب التجربة الطويلة في التدريب، وكمساعد ثاني حمد كريري لقدرته على تشخيص إمكانات كل لاعب على حدة وموهبته في ابتكار التدريبات الكاشفة والمعززة للمستوى الفردي والجماعي.
وأضاف لهذا الرباعي كل من، عادل الثقفي الذي يمثل روح الشباب وحب المغامرة واكتشاف الخامات الجيدة والرغبة في تقديمها، وحسن خليفة عن (مجموعة الأولمبي) وتشمل المدربين الذين يدربون الآن الفرق الأولمبية في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد ويليه مشبب زياد، وأخيراً يوسف خميس كمدرب ذي خبرة جيدة.
وفيما يتعلق بالجانب اللياقي والبدني طرح الصايغ اسمين على جانب من الأهمية وهما منصور الصويان الأكاديمي في هذا المجال، وعبداللطيف الحسيني لما لديه من موهبة مدعومة بسنوات من الخبرة.
وأضاف أمراً آخر مهما، يتمثل في وجود عيون كاشفة للجهاز الفني المركزي، كما هو الحال لدى منتخبات عالمية مثل فرنسا والبرازيل وغيرهما، وهم مجموعة مدربين ميدانيين يؤدون مهام معينة مثل استكشاف المواهب في الأندية بمختلف الدرجات والفئات والإسهام بالرأي في الاختيار والترشيح وكتابة التقارير عن اللاعبين، كما تسند إليهم أعمال يحتاجها الجهاز الفني، ولهذا الدور يمكن الاستعانة بمجموعة من المدربين الوطنيين مثل صالح خليفة، راشد الشريدي، محمد صامطي، ممدوح الدوسري، جبريل عميري، سمير هلال، أحمد الحاج، خليل المصري وعبدالله العبيدان، ولكل واحد من هذه الأسماء تجربة ميدانية جيدة.
واختتم الصايغ "لو بدأت هذه المجموعة عملها خلال فترة لا تتجاوز شهرين من الآن فسوف يكون في مقدور المنتخب المنافسة الفعلية على بطولة الخليج وبطولة أمم آسيا والتأهل لنهائيات كأس العالم التالية، وستعيد للمنتخب هويته ـ التي لا يمكن أن يعيدها مدرب واحد ـ".
وأضاف "أمامكم أتحمل مسؤولية هذا الطرح، موضحاً أن هناك مدربين آخرين جيدون ولكن هذه مجموعة أو توليفة يتوقع انسجامها وتكامل إمكاناتها.