حذر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من تنامي ظاهرة "التكفير"، مؤكداً أنها عادت لتطل برأسها على المجتمعات الأفريقية والآسيوية بعدما ظن كثيرون أنها انتهت للأبد.
وقال الطيب، في كلمته بمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامي أمس، "إن ظاهرة التكفير ليست مستحدثة، ولها أصول تعود إلى فكر الخوارج الذين انحرفوا فكريا، ثم عادت ظاهرة التكفير عام 1968 بسبب ممارسات فكرية ضالة لجماعة التكفير والهجرة نتيجة الممارسات العنيفة وغير الآدمية تجاههم في السجون والمعتقلات، حتى إنهم رفضوا دعوات البعض داخل السجون إلى كتابة ما يؤيد الحاكم ليخرجوا، ثم اتهموا زملاءهم الذين فعلوا ذلك بالكفر، وبدأت موجة من التكفير لكل المجتمع فوصفوا المجتمع الذي يؤيد الحاكم بالكفر، وعدوا الوسيلة لدخول مجتمع الإيمان مرة ثانية بالانضمام إلى فكرهم وتأييدهم".
وأضاف الطيب أن "بعض أهل المذاهب في الفترة الحالية استغلوا الفضائيات لنشر أفكارهم المتشددة، لإفساد عقول الشباب، انطلاقا من كون مذهبهم الحق الذي يعرف الخطأ، وبالتالي أسهموا في إضلال عقول كثيرين من الشباب الذين انتهجوا التكفير منهجا، رغم أن التكفير قضية لا يملكها أحد، وإنما هي قضية شرعية بحتة لا يسرع إليها سوى الجهلة من الناس، فالبعد عن التكفير أصل من أصول أهل السنة الذين يسعى الأزهر إلى نشر مذهبهم وفكرهم من خلال السعي المتواصل دون يأس حتى تتحقق المبادرات التي أطلقها الأزهر بالجلوس إلى مائدة حوارية للوصول إلى كلمة سواء تجمع ولا تفرق".