في الأماكن العامة أو عندما تقام الملتقيات والمعارض، تبرز ظاهرة تصوير العامة من الناس مع مشاهير "اليوتيوب" وبقية نجوم الشبكات الاجتماعية من "كيك" و"إنستقرام" وربما الموقع الأشهر "تويتر"، وهو اتجاه بات ينافس نجوم الدراما والملاعب نظرا لخاصية انتشار التقنية وارتباطها الوثيق بالأفراد. في هذا الشهر الكريم طالعتنا بعض الفضائيات وهي تحتضن عددا من مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي باستضافتهم، بل وصل الحال إلى مشاركتهم في تقديم البرامج، كما قدمتهم مؤسسات الإنتاج على تلك الشاشات كأبطال لبعض الأعمال الدرامية، أما عن مستوى الحضور وتقييمه فهو أمر سابق لأوانه حتى يتبين شهر شوال من رمضان.
ولكن هذا لا يعني أن نحاول الإجابة على الاستفهام (لماذا) هذا التوجه من الفضائيات نحو هذه الفئة من النجوم الجدد؟ إذا كان مشاهير الإعلام الجديد قد استخدموا وسائلهم التقنية في السابق للوصول إلى الفضائيات؛ فإنهم حققوا ما يصبون إليه، أما من كانوا يرون في التقنية مساحة للحرية وطريقة سهلة وسريعة للوصول إلى الناس فإنهم وقعوا في شراك الماديات بقبولهم الظهور في القنوات.
إن تداعيات الهجرة العكسية لمشاهير "اليوتيوب" سوف تنعكس عليهم سلبا مستقبلا، عندما ينتقدون تلك الوسائل الإعلامية التي خرجوا من خلالها هذه الأيام أو التأثر بطريقة عملها، الأمر الآخر أن الإعلام الجديد سيكون مغريا للبقية ممن يريدون الوصول إلى عالم الفضائيات والشهرة الرسمية، فمن المتوقع أن نشهد نجوما جددا في الشبكات الاجتماعية بعد شهر رمضان الكريم. إن تحقيق الشهرة في مجال الإعلام قد لا يبدو أمرا صعبا في الآونة الأخيرة لأن البدائل كثيرة مقارنة بالسابق، لكن غياب الاستراتيجية الإعلامية لهؤلاء الشباب تعد سببا رئيسيا في السقوط ولو بعد حين، حقا قد تكون الشبكات الاجتماعية مفتاحا ولكن في الباب الخطأ.