ربما أغلب الذين يستخدمون موقع التواصل "إنستجرام" يحرصون على نشر يومياتهم ومناسباتهم وسفرياتهم.. هناك من يكون حسابه مفتوحاً، وهم الأكثرية، وهناك من يعمد إلى قفل حسابه فلا يستطيع أحد مشاهدة الصور باستثناء المصرح لهم..

من هنا، أعتقد أن من حق كل أحد، نشر ما يراه من صور، له ولأطفاله ولمناسباته وذكرياته، ومن حق الآخرين إلغاء المتابعة إن لم يرق لهم المحتوى.. هكذا باختصار شديد.. لست مجبراً على متابعة ما لا يروق لك.

قبل أيام عاتبني عدد من الإخوة المتابعين لي في "إنستجرام" على نشر صورة لعاملة منزلية تعمل لدي، التقطت لها صورة وهي تشارك أطفالي اللعب في إحدى رحلاتي العائلية.. تفاوت العتب من إلغاء المتابعة، إلى التهديد بإلغاء المتابعة.. الحقيقة التي أعترف بها أمامكم تكمن في قناعتي بأننا بحاجة ماسة ليعرف العالم أننا نتعامل بإنسانية مع هؤلاء العاملات..

هذه العاملة الفلبينية - وقبلها كثيرات - كن يرافقننا في كل سفرياتنا ونزهاتنا البرية - وكثير من السعوديين يفعلون الشيء ذاته، بل وأكثر مما أفعله - وأذكر أنني تحدثت هنا قبل سنوات - قبل ظهور موقع "إنستجرام" عن الصديق العزيز "عبدالرحمن الفهد" حينما حدثني وقتها عن عاملة فلبينية تعمل لديه أصبحت تسافر مع عائلته، سواء داخل المملكة أو خارجها، وكيف أنهم رافقوها في زيارتها للفلبين مرتين، تمنيت حينها من الإعلام المرئي أن يسلط الضوء على تلك النماذج المشرقة.. اليوم لسنا بحاجة لإعلام مرئي طالما أننا نملك إعلامنا الخاص بنا!

الخلاصة: لا بد أن نعترف أن صورتنا مشوهة في البلدان المصدرة للعمالة المنزلية.. انسحبت هذه الصورة القاتمة على الاشتراطات التي بدأت توضع أمام الكفيل السعودي.. بعضها اشتراطات تعجيزية.. كل ذلك بسبب صورة مشوهة تقول إننا نسيء التعامل مع هؤلاء العاملات، وأظن أننا بحاجة لتحسين هذه الصورة، وليس أنسب من إظهار تعاملنا الحسن مع هذه العمالة للعالم بكل الوسائل، وفي كل المواقع.. فإن لم نظفر بالغنيمة، فلن يذهب الأجر بإذن الله..