تمنيت أن أجد مصباح علاء الدين في هذا العيد، لأخرج منه مارده العجيب، وأطلب منه أن يحقق لي بعضا من الأمنيات. ولعل أول ما سيتبادر إلى ذهني وأنا أحلق في عينيه الحمراوين أن يزودني بشفرات خاصة لمنع ترددات القنوات الفضائية وإسكات ثورتها المخيفة في أيام العيد.
سأطلب من ماردنا العزيز حماية استثنائية من محاولات الاغتيالات والانقلابات والتقهقرات التي سجلها عالمنا العربي والتي تعد الأسرع والأخطر. سأطلب منه إنهاء الفترات الرئاسية المسؤولة عن التفاوضات الفلسطينية والتي أصّلت فينا معنى الهزيمة السياسية المخزية.
سأطلب منه استقراء الأوضاع وجمع الدلائل المهمة عن الاضطرابات المتعلقة بالقضايا المصيرية في شرق أوسطنا سواء أكان ذلك متعلقا بالشعوب أو الأفراد. وسأسأله عن الظروف الغريبة والفجائية التي وصلت بنا ـ عربياً ـ إلى حدود المأساة بعد أن عم الفقر والحاجة والبطالة في كل مكان. سأربت على كتفيه وأطلب منه أن يضع حواجز أسمنتية لحجز سيول الدماء التي تراق يومياً في أفغانستان بعد نشوب الحروب الأهلية الطائفية.
سأسأل ماردنا وضع حلول لإرهاب الدين وإرهاب المعيشة وإرهاب المجاعات في عالمنا الإسلامي. وسأطلب منه وضع مقارنة بين حجم البطالة في عالمنا العربي مع أوروبا وأمريكا بعد أن حطمنا أرقاماً قياسية.
سأطلب منه أن يرقص معنا على أنغام الموسيقى العراقية - الفلسطينية بعد أن تحول مسرحهما لمرقص للأحداث الشرق أوسطية. ولن يفوت عن ذهني أن أطلب منه ابتكار طريقة جديدة لفصل التوأم السيامي (الأمريكي ـ الإيراني) في بغداد. وسأطلب منه تعريفا واضحاً لمخلفات الأزمة الاقتصادية بسوريا ولبنان والأردن.
أعلم أني سأرهقه لكني سأواصل سرد أمنياتي وطلباتي المستعصية، وسأطلب منه أن يبني سياسة للاستقرار والتقدم وحماية البلد من الزعزعة في لبنان.
ولن أنسى أن أقول له عن خلافات السودان والصومال التي أوصلت جلهم إلى لغة السلاح والتشدد والتطرف والدخول في صراع تاريخي داخلي انتهى بهم إلى حدود الانفصال وتجزئة الجزيء.
وأخيرا سأسأله بصريح العبارة هل قدم أوباما شيئا للعرب والعالم الإسلامي غير الكلام؟ وسأهمس في أذنيه الخضراوين (وأعرف أنه لن يجيب) "يا ماردنا ماذا لو عرفت أن بن لادن مات منذ 2006 وأن ما يصدر من تصريحات هو قدرة تقنية لفبركة الأصوات والمقاطع".