تقاسم أدباء ومثقفو المدينة المنورة، أمس في مهرجان خيبر الثالث للتراث الشعبي، الحديث حول ذكرياتهم عن أهم المواقع الأثرية في المدينة المنورة والموروث الشعبي للمدينة. مجددين المطالبة بالحفاظ على ما تبقى من تلك الآثار ومن بينها الآبار النبوية والسدود القديمة، إضافة إلى عدد من الحصون التاريخية التي ميزت خيبر.

عدد من الشعراء من حضور المهرجان ألقوا قصائد خاصة بالمعالم الأثرية والتاريخية في المنطقة ما دفع الحضور من مثقفين وأدباء لمجاراتهم بحكايا تسرد قصص عدد من المواقع الشهيرة في المدينة.

المطالبات بالاهتمام بالسدود الأثرية والحصون والآبار النبوية التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وشرب وتوضأ منها، أثارت مشاعر ممزوجة بالغضب والحزن لما آلت إليه؛ حيث أصبحت مكبا للنفايات.

وقال الباحث في تاريخ المدينة المنورة والسيرة النبوية الدكتور تنيضب الفايدي لـ"الوطن": إن تاريخ هذه الآبار مرتبط بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبحت أعلاماً يذكرها مؤرخو المدينة المنورة؛ حيث لا يخلو كتاب تاريخي من ذكرها، والعناية بذكرها – قديماً – يدلّ على أهميتها، وقبل ذلك ارتباطها بالسيرة المكانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنها سميت لاحقاً بآبار النبي صلى الله عليه وسلم وقد أصبحت في وضع لا يرقى لمسمياتها أبدا، وأرجع الفايدي السبب في الإهمال إلى عدم معرفة سيرة كل بئر وطالب بالتصرف السريع لإعادة تاريخ تلك الابار، ومنها:

بئر العهن: بالعالية في بستان العهن، وهي معروفة إلى اليوم بنفس الاسم، وقال عنها المؤرخ أحمد محمد المطري: بئر العهن هذه معروفة بالعوالي مالحة جداً منقورة في الجبل وعندها سدرة، وقد كانت تعرف ببئر العسيرة، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها إلى اليسيرة، فعن سعد بن عمرو قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية بن زيد فوقف على بئر لهم، فقال لهم: ما اسمها؟ قالوا: عسيرة، قال: لا ولكن اسمها اليسيرة، قال: فبصق فيها، وبارك فيها، وأصبح ماؤها من أعذب مياه المدينة. ولا زالت بعض آثارها موجودة ولكنها هدمت حيث طمرت بالصخور حولها بقايا الدور القديمة وأكوام من الصخور البازلتية، وبدأت تندثر بعض معالمها إن لم يستدرك ذلك عاجلاً. واستشرافاً للمستقبل نرى إعادة بئر العهن والاستعجال بذلك لوجود المكان الذي يحددها، مع كتابة سيرة تلك البئر ليطلع عليها الطلاب.

وهناك بئر غرس: والغرس هو الفسيل الذي يغرس، روي أن رباحاً (أحد خدم النبي صلى الله عليه وسلم) كان يستقي للنبي من بئر غُرس مرة ومن بيوت السقيا مرة أخرى.