بعض العادات الاجتماعية تتناسل واحدة تلو الأخرى، كأنها تخرج من بطن أرنب، كل يوم نجد أنفسنا أمام عادات جديدة، المقتدر قد لا يهتم لها، أو لا يشعر بالمعاناة تجاهها، لكن صاحب الدخل المحدود حتماً سيعاني الأمرّين، لا هو الذي يستطيع الوفاء بها، ولا هو القادر على تجاهلها!

- العادات المرتبطة بالوسط النسائي هي الأشد ضراوة وفتكاً، هاكم بعضاً منها:

- إذا تزوجت امرأة يتوجب على بقية معارفها وبنات عمها وبنات خالها وزميلاتها وصديقاتها وجاراتها أن يقمن بالواجب، والواجب يتمثل في تقديم ما تجود به النفس من الهدايا الثمينة و"سعيد ومبارك"!

- وعندما تلد "المزيونة" يصبح لزاماً على كل معارفها السابق ذكرهن، أن يحملن إليها الهدايا، ويقدمن للمولود "وجه السعد" مبالغ مالية تتفاوت من واحدة لأخرى، مزايدات، و"هياط نسائي فاخر"!

- وحينما تسكن صاحبة الحسن والدلال منزلاً جديداً، تبدأ قصة جديدة، إذ تنطلق جحافل النساء لتقديم الهدايا المتنوعة، والمبالغ المالية و"منزل مبارك"!

- وحينما يتزوج ابن هذه المرأة، يبدأ مسلسل الهدايا من جديد، إذا من غير اللائق ألا تذهب النساء لتقديم هدية لها بهذه المناسبة و"ألف مبروك"!

وحينما تتزوج ابنتها "أم العيون السود" ينطلق مهرجان الهدايا، وينتظم الطابور مجددا، عدم الوفاء بذلك "عيب وشق جيب"!

- هذا ما تسمح به المساحة، إذ إن هناك عددا من الطقوس النسائية التي لا حصر لها، أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على موازنة الأسرة الخليجية بشكل عام - والسعودية بوجه خاص - ولا تعلم كيف، ومتى، ومن أين جاءت هذه العادات؟!

الحل يبدأ من المرأة نفسها، كما أن هناك قدوات رجالية، يفترض أن تكون هناك قدوات نسائية تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، وترفض استقبال أية مبالغ أو هدايا من هذا النوع، حينذاك يبدأ المجتمع النسائي في التخلص من هذه الأعباء الاقتصادية.

- في كل مجتمع، في كل أسرة وقبيلة، نحن بحاجة لامرأة حديدية، امرأة تؤثر ولا تتأثر، امرأة تمتلك الشجاعة والثقة، وتقول (لا) في وجه هذه العادات الاجتماعية السيئة.