ازدهر مؤخرا سوق العمل بالعاملات السعوديات مع تنوع القطاعات والتخصصات، ومؤخراً بدأت عاملات سعوديات بالعمل في المقاهي النسائية في المدينة المنورة، وتهدف هذه الخطوة إلى إثبات الوجود والاعتماد على النفس وتأمين مصدر رزق للفتيات، حيث لم يقتصر عمل هؤلاء الفتيات في المقهى على تجهيز طلبات الزبائن، بل امتد إلى خدمة الزبائن وتسجيل طلباتهم.
"الوطن" رصدت هؤلاء الفتيات وعملهن كمضيفات في بعض المقاهي، وهن يسارعن في تلبية نداء زبونات المقهى بكل سرور، في حين أكدت بعض سيدات الأعمال أن إتاحة الفرصة للسعوديات للعمل في هذا المجال جزء مهم من المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي على الجميع تحملها.
وقالت سوزان المر، وهي صاحبة مقهى بالمدينة المنورة، "إن التزايد التدريجي الذي يشهده عمل المرأة في المملكة إيجابي". وأوضحت "المر" أن هذا التزايد يدفع المجتمع إلى تقبل عمل المرأة في مجالات كان يعارضها لأسباب غير منطقية، مثل العيب أو عدم الثقة بالمجال وأهداف التوظيف فيه، كما أن توفير فرص وظيفية للنساء، كخطوة منها لزيادة دور المرأة ومساهمتها في المجتمع، كذلك حطمت مجموعة من النساء السعوديات العاطلات عن العمل، حواجز العيب داخل المجتمع، وبدأن يعملن ببعض الأعمال، كما أنهن شغلن وظائف كان من المستحيل شغرها سابقًا بمواطنين بحكم عدم تقاربها من ثقافة المجتمع.
وأشارت المر إلى أنها عينت فتيات سعوديات جامعيات في وظيفة "قهوجية"، ومنهن من لا تزال تدرس في الجامعة، فهن يدرسن صباحاً، ويعملن ليلاً في المقهى، مؤكدة أن العمل يتطلب فتيات قادرات على تحمُّل المسؤولية، ويمتلكن طاقة حركية. وأوضحت أنها لا تقبل توظيف أي فتاة أقل من 17 عاماً، دون موافقة ولي أمرها، مبينة أن لديها عاملتين في المقهى تعملان بشكل رسمي وأن فترة الدوام تبلغ 6 ساعات يوميا، وأن ذلك يعد خطوة تهدف إلى إثبات الوجود والاعتماد على النفس وتأمين مصدر رزق للفتيات في المملكة. من جهة أخرى، رصدت "الوطن" منذ أيام نساء أخريات يعملن في مجال بيع القهوة في أحد المقاهي وعملهن يقتصر على قسم "النساء" فقط.
من جهتها، قالت بدور محمد (20 عاما) إن العمل لا يعيبها في شيء فهو يكسبها كثيرا من المهارات، ففيه تحسين للوضع المالي واستقلالية خاصة أنها ما تزال تدرس حاليا في الجامعة.
أما هدى خالد فأكدت أن تجربتها في العمل هي الأولى وأنها سعيدة بها، فقد جعلت منها إنسانة أكثر ثقة بنفسها وعلمتها كيف تتصرف في المواقف وكيف تتعامل مع كافة الناس. وأضافت "استفدت كثيرا من اختلاطي بالناس وتعلمت الاعتماد على النفس وكونت صداقات أفتخر بها". وعن طبيعة عملها قالت هدى، إنها تسجل وتوصل الطلبات إلى الزبائن، مشيرة إلى أن التجربة جديدة لكنها ناجحة. وأضافت أن التشجيع من زائرات المقهى كان له أثر كبير في الاستمرار وبثقة كبيرة.