حتى وقت قريب، كان نجوم اليوتيوب في السعودية، يسيطرون على خارطة البرامج والمقاطع الساخرة، التي يتناولونها في قنواتهم الخاصة التي جذبت لهم ملايين المعجبين من المشاهدين، الذين تزداد مشاهدتهم يومياً لموقع الفيديو المجاني.
ولكن ما حصل وفقاً لعدد من المختصين في هذا المجال، هو حدوث تغيرات كبيرة على مستوى الإنتاج الفني، حيث تنافس مقاطع الرسوم المتحركة برامج النجوم بشكل كبير وملفت للنظر.
ويقول خبير شبكات التواصل الاجتماعي عبدالرحيم العمري، في حديثه إلى "الوطن"، إن رؤية مشاهدي قنوات اليوتيوب، اختلفت في جوهر العمل، وبدأ الاعتماد على إدخال الرسوم المتحركة في هوية إنتاج العديد من البرامج، واستند العمري على مثال حلقات "مسامير" الكرتونية الساخرة، الذي فرضت نفسها على مستوى المشاهدات، سواء عبر موقع "يوتيوب"، أو من وسائط هواتف الهواتف الذكية.
ويضيف في سياق آخر: "الدعوة إلى التمدد في استخدام إنتاج برامج الرسوم المتحركة، في عدد من البرامج، تمثل إعادة ضخ روافد جديدة غير تقليدية في محتوى "يوتيوب"، إذ سيطرت التنافسية في الفترات الماضية على جوانب مشابهة في الإنتاج، كبرامح الـ"توك شو" مثلاً، أو المسلسلات ذات الطابع الكوميدي، وظل الأمر على حاله لأكثر من ثلاث سنوات، دون تجديد في المحتوى".
وعند استعراض عدد من البرامج الشهيرة في "يوتيوب"، يلحظ بدء استخدامها للرسوم الكرتونية في جزء من عملية إنتاجها الفني، وهو ما برره المتخصص في الرسوم المتحركة سالم العزيزي، ببدء سيطرة هذا الفن الحيوي على معالم إنتاج الشباب السعودي في الفترات القريبة المقبلة.
وأضاف في حديثه لـ"الوطن": إن استخدام الرسوم الكرتونية سيستقطب الكثير من المشاهدين، وبخاصة لبعض البرامج التي فقدت جزءا غير يسير من جمهورها المتابع لحلقاتها.
وقال: تطور الأمر في استخدام الرسوم الكرتونية في برامج "يوتيوب" على مستوى الوطن العربي، فبعد أن كان استخدامها محصورا في عدد من التقنيات كتحويل الصور الشخصية إلى صور كرتونية، إلى أن تكون ركنا جديدا في صناعة أفلام وبرامج الموقع الشهير.
وأكد العزيزي: هناك أكثر من جانب يمكن التطرق إليه في جانب تحويل مسار برامج "يوتيوب" تتعلق بحسب عدد من المراقبين في هذا المجال، وهي ارتفاع الكلفة المالية في الإنتاج، الأمر الذي سيحدد من جهته مستقبل هذا النوع من الأفلام، الذي يعرض المواقف والمشاكل الاجتماعية بشكل مختلف.