ضمن سلسلة مقالات نشرها المؤرخ الراحل "عبد القدوس الأنصاري" قبل ثلاثين سنة في صحيفة المدينة -أوردها الدكتور إبراهيم الزيد في إحدى مؤلفاته- ورد التالي: "أنشأ الأمير عبد العزيز بن إبراهيم آل إبراهيم طريقاً من المدينة إلى قبا حيث اشترى من حسابه الخاص كل الأراضي التي تقع في ذلك الطريق المتعرج الملتوي إلى جانب وجود بعض النخيل والأشواك من أجل تخفيف عناء زوار المدينة ممن يعبرون هذا الطريق ليلاً ونهاراً مع تعرجه وضيقه وفتح الطريق لأول مرة في تاريخ المدينة، وقد تم في منتصف سنة 1351هـ" -انتهى-.

والراحل "عبد العزيز بن إبراهيم آل إبراهيم" هو أحد أبرز رجالات هذا البلد مطلع القرن الماضي، اشتهر بالحزم والشدة والكرم، وكان له مواقف شهيرة تتسم بالحكمة والدهاء والذكاء.. عمل أميراً لعسير والطائف والمدينة المنورة.. أنصح بقراءة سيرته، التي وثق بعضاً منها العلامة "أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري" في كتابه "آل إبراهيم الفضليون.. إضاءة جوانب من تاريخنا المحلي"..

-أسعد حينما أجد مثل هذه الأعمال الجليلة للأموات والأحياء على حد سواء، ولا أتوانى في نشرها متى ما كانت موثقة.. ينبغي تعزيز الشعور الإيجابي تجاه رجال هذا البلد، وإبراز أعمالهم الوطنية، دون حساسية..

-فرقٌ بين نقد الذات وجلدها.. ما يتفشى خلال الفترة الأخيرة هو جلد للذات بشكل عجيب.. تتعامى العيون بشكل لافت عن أي بادرة خير يقوم بها أحد أبناء هذا البلد، حتى يطويها النسيان.. و"ياويلك يا سواد ليلك" لو امتدحت أي عمل خير، يقوم به أحد رجال هذا البلد، حتى لو كان قد رحل عن دنيانا منذ عشرات السنين.. أما إن تحدثت عن تبرعات "بيل غيتس" مؤسس شركة "مايكروسوفت" وإسهاماته في دول العالم الثالث فأنت شخص أمين وموضوعي!

-الدافع الذي جعل البعض يمجدون "بيل غيتس" قبل أيام، يفترض أن يكون هو ذات الدافع الذي يجعلك تتحدث عن أبناء بلدك برأس مرفوع.. قل ما شئت ولا تخش أحداً.