لكل ناجح أدوات، وأحد أهم الناجحين في هذا الموسم هو مقدم برنامج (في الصميم) على روتانا خليجية، عبدالله المديفر، وأرى أن من ضمن أدوات نجاحه، اختيار الضيف (الحقيقي)! وأقصد بالحقيقي الضيف الذي لديه شيء مختلف يستحق من خلاله أن يكون ضيفا، يقدم - في الغالب - أصحاب (فكر) أو مسؤولية، فيضعهم أمام أفكارهم ومسؤولياتهم، وهذا يكفي لإثراء أي حوار وتسخينه، لا يهمه التيار الذي يأتي منه الضيف بقدر ما تهمه (جمجمته) وما يحمل فيها، حين تظهر مع المديفر في صميمه فستكون مثيرا للجدل، حتى لو لم تكن العريفي أو الكلباني أو حسن فرحان المالكي! ومما يميز المديفر هو إدراكه بأن له أذنين فهو (يسمع) بهما.. في حين أن فشل معظم المحاورين ينبع من نسيانهم لهذه الحقيقة البيولوجية البسيطة، يسمع بصدق، وحين يقاطع يعرف أين ومتى، وعندما يصر الضيف على إكمال حديثه ينهزم لضيفه بلا تردد، ميزة أخرى فيه وهي ابتسامته التي يعرف متى يظهرها ومتى يخفيها، لا يستهويه دور الجلاد، ولا يلعب دور (المطنّش)، من يأتيه ضيفا يجب أن يكون جاهزا، ومرتاحا، يعيبه أمران لو تلافاهما لكان الأجمل، الأول أنه يحمّل بعض الأسئلة - ما يوحي بأنها - معلومات وهي ليست كذلك، والسؤال في رأيي يجب أن يكون سؤالا فقط!، والثاني أنه يكون أقرب إلى اللّين مع البعض.. وأقرب إلى الشدة مع آخرين، من أمتع حلقات هذا الموسم حواره مع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، الذي تحدث فيه بشفافية وصراحة وشجاعة مذهلة، وأثار جدلا بناء في الأوساط الإعلامية.