ظاهرة التهاون وعدم الالتزام بالمواعيد باتت من الظواهر المزعجة، التي تدل في الغالب على الاستهتار وعدم الاحترام من قِبل المتخلفين وغير الملتزمين بها، كما أنها قد تواجه أي أحد منا، سواء مع الأهل والأصدقاء أو زملاء العمل أو غيرهم.
وعندما نحلل ونبرر الأسباب التي تقف خلف عدم الالتزام بالمواعيد، نجدها طبعا كالمعتاد: "زحمة الشوارع، راحت علي نومة، ساعتي غير مضبوطة، كلها خمس دقائق"...إلخ،
والحقيقة أن مثل هذه الحجج والأعذار أصبحت باهتة ومستفزة في آن واحد، وأتساءل متعجبة: "كيف حال هؤلاء المستهترين ـ في مواعيدهم معنا ـ عند ذهابهم إلى موعد هام مثل زيارة طبيب الأسنان أو مقابلة أحد المسؤولين أو أحد المديرين في العمل؟ فهل سيختلقون الأسباب الواهية ويعتذرون بزحمة الشوارع كما هي عادتهم؟!".
وتُقال لمن ينضبطون في مواعيدهم مع الناس عبارة: "مواعيده إنجليزية"، وهذه للحقيقة مؤسفة ومخجلة، فمن الأحرى بنا نحن المسلمين أن نتصف بهذه الصفة؛ نظرا لأسس وتعاليم ديننا الإسلامي الذي يحث عليه.
الزبدة: قرار الانضباط في المواعيد أو التخلف عنها يتعلق بالشخص نفسه، وحسب تخطيطه لساعات يومه وحسن تدبيره، وإلا فكلمتا "المبالاة والاستهتار" أصح وأقرب ما تُقالان له، عدا أصحاب الظروف الطارئة والخاصة طبعا.