قبل أن نلقي باللوم على بعض المتحدثين الإعلاميين الصامتين أمام الإعلام، الذين ليس لهم من اسمهم نصيب، لا بد من الإشارة إلى أن بعض الجهات الحكومية لا تختار متحدثها وفقا لمعايير معينة، ثم إنها بعد الاختيار لا تقوم بتأهيله وتدريبه على مهمته الجديدة، بل تترك له حرية التعامل مع الإعلام بالشكل الذي يراه، فكان كمن "ألقاه في اليم مكتوف اليدين وقال له: "إياك إياك أن تبتل بالماء".
لا تستغربوا إذا أخبرتكم بأن هناك فئة من المتحدثين الإعلاميين لبعض الجهات الحكومية لا يزالون يجهلون التعامل مع التقنية الحديثة، فلا وجود لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الصحفيين عند الحاجة إلى الحصول على معلومة منهم مخاطبتهم ورقيا، ليتحول الموضوع إلى معاملة رسمية قد تستغرق عدة أسابيع.
ولا تستغربوا أيضا إذا علمتم أن فئة أخرى من المتحدثين الإعلاميين متواجدون في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم يغردون خارج السرب، فهم مشغولون بمهام أخرى غير مهمتهم الرسمية التي أسندت إليهم كمتحدثين إعلاميين، فوجودهم في مواقع التواصل الإلكتروني كعدمه، فلا يمكن لأي زميل صحفي أن يستفيد من وجودهم.
في ورشة العمل التي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام في جدة قبيل رمضان بعنوان "المتحدث الرسمي والإعلام الجديد – الرؤى والتطلعات"، وشهدها نحو 400 متحدث إعلامي لمختلف الجهات؛ استعرض الدكتور سعود كاتب حساب أحد المتحدثين الرسميين لإحدى الأمانات الكبرى بالمملكة، وكان هذا المتحدث قد سخر حسابه على موقع تويتر الذي يضم 12 ألف تغريدة، للتغريد عن الرياضة والأندية، وانشغل عن مهمته الأساسية التي يفترض أن يسخر لها كل مواقع التواصل، وأمام الملأ قال لهذا المتحدث: "12 ألف تغريدة كلها في الرياضة! إذاً لا يستطيع المتحدث التفرغ لمهامه كمتحدث لجهتك، فليترك الموقع لغيره".
ختاما.. المتحدث الرسمي ينبغي أن يكون مهنيا قبل أن يكون موظفا.