بدأت بالكتابة الصحفية مراسلا لصحيفة "البلاد السعودية" بالسبعينات الهجرية أزود الجريدة بالجديد من أخبار مدينة "أبها" لكن التجربة الأولى عام 1372هـ قصة بعنوان: "قد يكون الفقر سلم المجد" أسعدني نشرها على الصفحة الأولى بذات الصحيفة التي كان يرأس تحريرها "عبدالله عريف".
انطلقت المسيرة الكتابية بأكثر صحف المملكة ومجلاتها الأسبوعية: "اليمامة، الجزيرة، المنهل، قريش، حراء، الندوة، الرياض، القصيم، الرائد، الخليج العربي" وغيرها.
بالثمانينات الهجرية حينما كانت دعوى "القومية العربية" تكاد تطغى على ما سواها من الشعارات.. كتبت مقالاً "لا نريد بالإسلام بديلا" بجريدة اليمامة الأسبوعية وكان رئيس تحريرها "حمد الجاسر"، قلت فيه "إن الدولة العثمانية حينما كانت ترفع راية الإسلام كانت امبراطورية تسيطر على معظم الدول الإسلامية على مدى أكثر من 500 سنة.. عندما أدركها الوهن قادها "مصطفى كمال" متقوقعا في إقليميته "الأناضول" وانحسر عنها ذلك المجد الذي وصلت إليه أيام الخلافة.
قارنت بين ذلك المصير وما حلّ بالعرب أيام الناصرية وإذاعة "صوت العرب".. وأنهيت المقال بأنه لا عز ولا نصر للعرب إلا بالإسلام.. ونوهت بأنه سينبري لي معارضون يتهمونني بالعمالة وغيرها من الألقاب التي يطلقونها على من يخالفونهم في الرأي.
في الأسبوع الثاني، جاءت الردود كما توقعت وكان أكثرها شراسة من أحد المتحمسين للناصرية.. لكنه قوبل بحملة من خطباء جوامع الرياض وعلى رأسهم الشيخان: "محمد بن إبراهيم، وعبدالعزيز بن باز" ـ رحمهما الله تعالى ـ حيث أبرقا لي يؤيدانني ويقولان: "رد عليه والله ناصرك"، فكتبت بالعنوان ذاته بالصحيفة، وانتهت الأزمة بإقصاء صاحبنا من منصبه ومنعه من الكتابة تخفيفاً من عقوبات أشد قد كانت أعدت له.
الغريب أنني فوجئت به بعد مرور عدة سنوات يطرق باب منزلي بأبها، ورأيته تزيّن وجهه لحية كثة معتذراً عما حصل معترفاً بخطئه وكان بيننا تواصل ومحبة فيما بعد.
ها أنا ولله الحمد عبر أكثر من ستة عقود من الكتابة لا أزال بهذه الصحيفة الأثيرة على الزاوية الأسبوعية نفسها التي أعتز بعنوانها: "من وحي الوطن".