أثار اقتراح رئيس تحرير "الوطن"، بالغاء وزارة الثقافة والإعلام، عادا ذلك بأنه سيكون خطوة على الطريق الصحيح، وأسوة بكثير من الدول المتقدمة في العالم، كثيرا من الجدل في ملتقى الإعلاميين الرابع في الدمام، الذي افتتحه أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، مساء أول من أمس، في مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير.
وأكد الأمير سعود، في كلمته على أهمية الدور المنوط برجال الإعلام وإسهاماتهم في دفع عجلة التنمية في المملكة من مواقعهم الإعلامية، مؤملا بأن يعي مسيرو الإعلام ضرورة أن يتجاوز دوره التقليدي إلى الإسهام في دعم الأمن الفكري وتعزيز حماية المواطن بالتصدي لأي أفكار خارجة عن العرف. وسبقت ذلك كلمة للمشرف على مركز الأميرة جواهر، الدكتور عبدالله القاضي، شكر فيها أمير المنطقة على إتاحة الفرصة للمركز لاستضافة مثل هذا الملتقى، قبل أن يثني على دعم الأميرة جواهر بنت نايف للملتقى، ثم تلت ذلك كلمة للمشرف العام على الملتقى عبدالرحمن الملحم، أكد خلالها على أن الملتقى جاء مكملا للجهود السابقة، معدا أن مثل هذه الملتقيات تسهم في إثراء المجال الإعلامي وتعزز التواصل، قبل أن يكرم أمير الشرقية ضيوف الملتقى وعددا من الإعلاميين، فيما قدمت إدارة الملتقى هدية تذكارية من جانبها له بمناسبة حضوره ودعمه للملتقى.
بعد ذلك بدأت فعاليات الملتقى بندوة شارك فيها كل من نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ورئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم، ورئيس تحرير صحيفة الوطن طلال آل الشيخ، فيما أدار الجلسة سليمان أبا حسين، وقال الجاسر في حديثه، إن تدريب الإعلاميين أمر يجب أن يأتي من المؤسسات الصحفية ولا شأن للوزارة به، وكشف عن أن الوزارة تعيش نقلة كبيرة - حسب وصفه -، في تطوير الإعلام، مبينا أنهم يعتزون كثيرا بالاستثمارات السعودية في مجال الإعلام، وباتت مؤثرة في الوطن العربي، مضيفا: من المهم هنا تسجيل شهادة تقدير لتلك الاستثمارات السعودية في الخارج من قنوات وغيرها، حيث وجدنا منها الكثير من التعاون في سبيل خدمة أهداف وتوجهات المملكة، التي جرى تحديثها مؤخرا وأعني السياسة الإعلامية للمملكة، وذلك عبر 45 مفكرا وإعلاميا وتم الرفع بها للجهات العليا للموافقة عليها، حيث أدخلت فيها وسائل الإعلام الجديد.
من جهته، كشف رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم، أن هناك اتفاقية مع مؤسسة التدريب المهني للمشاركة في مشروع إنشاء كليات التميز، قائلا: ننتظر أن تكون إحدى هذه الكليات خاصة بالإعلام، مبينا أنهم يعملون على إنشاء المنصة الإعلامية، والتي صدر قرار من مجلس الوزراء بتكليف الهيئة بها، في مدينة الرياض، وهي المنصة التي ستوفر للقنوات والإذاعات المملوكة لسعوديين البث من داخل المملكة بالوسائل كافة، كما أنهم بصدد تنظيم خدمات التلفزيون المدفوع عبر لائحة تنظيمية مفصلة، للقنوات كافة، صدرت قبل ثلاثة أسابيع.
بدوره، بدأ طلال آل الشيخ، مداخلته بالمطالبة بإلغاء وزارة الثقافة والإعلام، أسوة بتجارب بعض الدول المتقدمة، وهو الاقتراح الذي تفاعل معه الجمهور بالتصفيق، قبل أن يقدم ورقة عمله التي أكد فيها ضرورة الاتفاق على تعريف موحد للإعلام، مبينا أنه اختلف كثيرا خاصة منذ عام 2008 بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر، وذكر أن التحديات التي تواجه الإعلام هي، اختلاف النظرة للإعلام، ثم الاستقلالية وحرية الكلمة، ثم ارتفاع مطالب الناس من الإعلام، ثم مفاصل الاستقطاب بين الإعلامين التقليدي والجديد، والمخاطر التي تحيط بالمهنية، وتدني المداخيل، وخصخصة الإعلام، ومواجهة العولمة، وأخيرا تحديث تقنيات الإعلام، مختتما حديثه بأن رجل الشارع يطالب الإعلام بالدقة والبعد عن الإشاعات التي يمارسها هو بتمريره لكثير منها عبر جواله. من جهتها، أكدت الدكتورة أمل الطعيمي، في ورقتها وجود اهتزاز للثقة بين الإعلام والمتلقي البسيط، والتي يمكن استردادها عبر الموضوعية والتناول الصحيح والواقعي، والوعي الذي يعيد حسابات الناس من جديد، معدة أن أفراد اليوم لا يتعاملون بنفس الثوابت والاعتبارات التي كانت سائدة في زمن مضى، ثم عرجت متسائلة عن دور هيئة الصحفيين السعوديين، التي لم تقدم شيئا يذكر، - حسب قولها -.