ريم العسيري - إعلامية
لن يقود ابن وطننا الملقب بـ"كنج النظيم" السيارة مجدداً مدى الحياة، وسيقضي عشرة أعوام بالسجن ويجلد ألف جلدة، تلك هي العقوبة التي أقرت لشاب قادته سنوات عمره الصغيرة وطيش المراهقة، وبراءة السلوك، وغياب الاهتمام إلى أن يسلك طريق الضياع غير مدرك لما يختبئ داخله من مخاطر.
"كنج النظيم" ضحية وما يتعرض له الآن ظلم بالرغم من رفضي لما يقوم به، ولكنه حقاً ضحية، فكيف يلقى باللوم عليه ويُدخل السجن ويحتمل وحده كل ذلك، والتفحيط مسموح به هنا، أقول مسموح به لأني لم أر ما يثبت عكس ذلك، حيث إن الشباب يفحطون ليل نهار، ويمتلكون شوارع مخصصة للتفحيط، ويمارسون سلوكيات محرمة شرعاً، وينشرون مقاطع ممارساتهم تلك باليوتيوب الذي يمتلئ بالكثير منها، وبمختلف وسائل التواصل الاجتماعي بدون أي حجب أو رقابة من قبل المسؤولين فيها، مما يؤكد أن التفحيط سلوك مقبول من قبلهم ولا يعتبر مشكلة أو ظاهرة تستدعي إيجاد حلول لها والقضاء عليها.
"كنج النظيم" ضحية، ومن خلال بحثي عبر جوجل لأؤكد ذلك الأمر الذي أجزم به من قبل، وجدت أحدهم قد كتب عنه في إحدى المنتديات "إنه شاب يتيم بدأ بالتفحيط منذ عام 2005 وحتى 2011"، أي عندما كان مراهقا في عمر البراءة والطيش، وهل نستغرب أن يسلك مراهق يتيم طريق الانحراف في ظل غياب دور الأب ودور كل مَن مِن شأنه تقديم العناية له.
"كنج النظيم" ضحية، عندما سجن لأول مرة لم يحظ بالاهتمام الكافي والاحتواء ولم يتم انتشاله من مستنقع الخطر إلى بر الأمان ليكون شابا صالحا، مما دفعه للعودة مرة أخرى لذلك الطريق المظلم.
"كنج النظيم" ضحية لأن بعض وسائل الإعلام استغلت قضيته للمباهاة بقدراتها الإعلامية على حساب إنسانيته، فعرضوا صوره على صفحاتهم دون أي تقدير لمشاعره كإنسان ولا لمشاعر والدته. "كنج النظيم" الآن يريدكم معه لا عليه، امنحوه الفرصة لأن يكون شابا صالحاً، أن يكمل تعليمه ويعمل، أن يخدم الوطن ويساهم في بنائه.