في ينبع.. لا تحتاج إلى من يرشدك إلى الأسواق الشعبية، لأن تلك الأسواق باتت من شهرتها معالم لا تحتاج إلى مرشد فسوقا "الليل و"السويق" الشعبيان يعدان من أقدم الأسواق في ينبع، في حقبة زمنية مضت.
التراث والتاريخ، والبيوت القديمة في المنطقة التاريخية التي شيدت بما يتوافر من عطاء الطبيعة كالطين والجص، وهما أساس البناء في تلك الحقبة.. عناصر في هذه الأسواق تشدك حتما لزيارتها والتجول داخلها.
يقول المهتم بالآثار عواد الصبحي، إن "سوق الليل يقع ضمن المنطقة التاريخية بينبع، التي تحتوي على مبان أثرية قديمة، يعود بعضها لأكثر من 100 عام، ورغم السنوات ما زالت قائمة حتى الآن، وقد حافظ بعضها على تماسكه، مما جعلها محط اهتمام الدارسين".
وأشار الصبحي إلى أن "سوق الليل هجره بائعوه وزبائنه لركود العمل، فتهدمت بعض أجزائه، وطال الخراب أركانه، فانتقل أصحابه إلى محال قريبة منه حتى لا يفقدوا زبائنهم، وكونهم اعتادوا على منظر البحر أمامهم، وصيحات القادمين من رحلات الصيد والغوص التي تصل إلى أسماعهم قبل أن تصل إلى قلوبهم". ولفت إلى أن "محبي السمك المجفف هم زبائن السوق حاليا، إذ يقوم متمرسون في هذة المهنة منذ القدم بتجفيف الحوت وتمليحه، خوفا عليه من أن يفسد، تحسبا للمواسم التي يقل فيها صيده، خاصة في أوقات تقلب الطقس، والبرودة الشديدة، والعواصف البحرية".
وبحسب الصبحي، فإن قدامى الباعة حرصوا على تحريك عاطفة التجار النازحين لأضواء وصخب المولات التجارية الحديثة، ومحبي السوق الشعبي القديم في المحافظة، وتشجيعهم على العودة إلى محلاتهم القديمة، باستخدام السمك المجفف، الذي يحرص المواطنون على التقاط الصور وهم يحملونه، وهي عادة قديمة درج عليها الأهالي في ذلك السوق، محاولة منهم لبث الروح لعشاق تراث ينبع، ودفعهم للعودة من جديد.
ويرى مستور الجهني، ضرورة اهتمام هيئة السياحية بالأسواق الشعبية في المنطقة، وإعادة تأهيلها، وتطويرها كوجهة اقتصادية وسياحية.