منذ شهر نوفمبر العام المنصرم 2013، لم تهدأ لبنان ولم تتوقف عمليات التفجير على أراضيها، وهو ما قالت عنه خطة كشفتها "الوطن" في الرابع عشر من نوفمبر من العام الماضي مبررات لاقتحام منطقة القلمون السورية، التي تدخل يبرود، المحاذية للحدود اللبنانية في إطارها من الجهة الشرقية.
وبحسب المصادر التي سربت إلى "الوطن" تلك المعلومات، فإن التفجيرات التي شهدتها لبنان خلال الفترة القليلة الماضية، كانت بمثابة مبررات عدة، من أجل تنفيذ اقتحام المنطقة التي تعد استراتيجيةً لنظام دمشق، وحزب الله في آنٍ واحد. وإن تم تأجيل العملية وتغيير موعد تنفيذها، وفقاً للمصادر، فإن ذلك كان لمنح مؤتمر جنيف 2 فرصة، من أجل إقناع العالم بأن النظام السوري ومعاونيه من الميلشيات الطائفية، لا يعتمدون الحل العسكري فقط، إنما حتى الحلول السياسية لها مجال في قاموسه، في مناورةٍ كما هي عادة ذلك المحور.
المعلومات التي حصلت عليها "الوطن" بعد تنفيذ عملية الاقتحام البارحة الأولى، والسيطرة على منطقة يبرود الحيوية، أفادت بأن حزب الله زج بأكثر من 6 آلاف مقاتل، لمساندة قرابة 24 ألف جندي تابع للجيش السوري النظامي، خلال الـ48 ساعة الماضية.
وكانت "الوطن" في حينها قد كشفت عن مخطط لحزب الله اللبناني يستهدف اقتحام منطقة القلمون السورية، ومن ثم تطويق العاصمة دمشق من الجهة الشمالية الغربية لحمايتها من تقدم الثوار، إضافة إلى دعم موقف نظام الأسد وتقويته في وضع شروطه أمام مفاوضات جنيف 2، الذي باء بالفشل بسبب تعنت النظام وقدرته على حرفه عن مساره.
المعلومات قالت إن المخطط تقرر له أن يبدأ، عبر إطلاق شرارةٍ أولى، خلال تفجيرٍ يستهدف منطقة لبنانية شيعية "الضاحية الجنوبية أو البقاع"، كذريعة يستخدمها الحزب للتحرك نحو القلمون، وتأمين الطريق الدولي بين دمشق وحمص، وهو ما تم عمليا. وبعد 6 أيام من الكشف عن تلك المعلومات، استيقظت الضاحية الجنوبية على تفجيرين انتحاريين، استهدفا السفارة الإيرانية، وأسقطا أكثر من 23 قتيلاً، بينهم الملحق الثقافي الإيراني و150 جريحاً.
وفي المقابل، وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الوطن"، فإن مقاتلي كتائب الجيش السوري الحر، انسحبوا "تكتيكياً" من المنطقة، نظير وجود 6 آلاف أسرة في المنطقة، تم إخراجهم لاحقاً حتى لا تطالهم نيران مقاتلات الأسد، التي نفذت الجمعة الماضية 20 طلعة جوية على المنطقة، وغيرت ملامح المنطقة وسوتها بالأرض، تمهيداً لتقدم قوات النظام وحزب الله على الأرض.
وقالت المصادر: "حجم قوة النيران كانت أكبر من مستوى قدرة مقاتلي الجيش السوري الحر. هذا الأمر أجبرهم على الانسحاب، هذا بالإضافة إلى وجود أسر يتجاوز عددها 6 آلاف في المنطقة، وهو ما قاد مقاتلي الكتائب إلى الانسحاب لضمان سلامة تلك الأسر، وهو ما تم بالفعل، حيث تم إخراجهم من المنطقة، التي سوتها قوات الأسد ومقاتلو حزب الله بالأرض".
حزب الله الذي وزع "حلوى" في الضاحية الجنوبية، حسب المصادر احتفاءً بما يصفه بـ"انتصار يبرود"، خسر البارحة الأولى أحد قادته ضمن 4 أشخاص من مقاتلي الحزب، هذا بالإضافة إلى جرح أكثر من 14 آخرين، في تفجير لسيارة مفخخة في منطقة النبي عثمان، قالت المعلومات الواردة من لبنان إنه تم تفجيرها بعد مطاردة من عناصر الحزب. وتبنت "جبهة النصرة" في لبنان، العملية، كردة فعلٍ على ما عدّته سقوط يبرود في أيدي الجيش السوري النظامي ومقاتلي حزب الله، فيما قال تنظيم آخر يدعى "لواء أحرار السنة في بعلبك اللبنانية"، إنه نفذ العملية ردا على زج مقاتلي الحزب في عمليات اقتحام يبرود في ريف العاصمة دمشق.
ولم تهدأ وسائل إعلام تابعةً لحزب الله اللبناني عن التهليل بسقوط يبرود، في عملياتٍ وصفها وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، بـ"ابتهاجٍ استعراضي"، و"تقليد مقيت من الرقص على دماء الشعب السوري البريء"، بما يسهم في مزيد من الكراهية والانقسام.