.. وكما يقول الخبر الذي نشر قبل أسبوع: "اضطرت العضوتان لبنى الأنصاري ولطيفة الشعلان للانسحاب ومغادرة القاعة احتجاجا على "التعسف الإجرائي" الذي مارسه رئيس الجلسة محمد الجفري بعد رفضه النظر في عريضة رفعها نحو 30 عضوا رفضوا خلالها التصويت على توصية تدعو لحذف نص "الاهتمام بالاتفاقيات والمؤتمرات الدولية التي تعنى بشؤون المرأة".
ولأول مرة تغادر لفظة "انسحاب" مجالس "البلوت"، وعيادات علاج الإدمان هناك حيث كان استخدامها يتم بشكل شبه حصري، لتتسلل إلى أجهزة الدولة عن طريق سيدتين نبيلتين كان الجميع مُعارضاً لوصولهما إلى هذا المكان لأن: "المرأة كائن ضعيف وعاطفي".
منذ افتتاح فعاليات مجلس الشورى، وصورته لم تزد عن مجموعة من الرجال الذين يعتقدون أن اختيارهم تم لحظوة اجتماعية منّ الله بها عليهم، لذلك فالمسألة بالنسبة إليهم لا تتجاوز عدة جلسات يقضونها في مكان ذي تكييف جيد، وبرائحة بخور تنتشر في كل مكان.
ومعظمهم تكون لفظة رأي أعلى منهم، وكلمة تشريع تتسربل بها أجسادهم الصغيرة، لذلك لا يجرؤون على القيام بأية حركة، كيلا تتعثر ـ أجسادهم ـ. لهذا يتم إيكال المهمة إلى السيد رئيس المجلس الذي يقلبهم ذات اليمين، وذات الشمال، وتنتهي المسألة بهدوء تام في كل جلسة.
وهذا ما أثار ارتباك السيد الرئيس حين واجه في تلك الجلسة تحديداً سيدتين بقدمين ثابتتين، وهامتين عاليتين. لم تسعفه الفترة التي بقي ينظر فيها إلى مستوى منخفض من رفع رأسه سريعاً للتعامل مع التغيير الجديد، ولهذا انسحبت العضوتان.
ويبدو أن الجلسات في المكان جيد التكييف، ورائحة العود المبالغ فيها ستنسحب هي الأخرى، منذ أن قررت لطيفة ولبنى أن هذه البقعة لم تعد مكاناً لإضاعة الوقت، وأضافتا كذلك إلى السادة أعضاء المجلس بعد سنوات مهمة جديدة: أحضر القاموس وفتش عماذا تعني كلمة "انسحاب"؟