منذ "طاش ما طاش"، يشهد شهر شعبان من كل عام، حملات منظمة على مجموعة mbc، دون أن تكون هناك أسباب موضوعية تجعل mbc جديرة بالحملات المضادة دون غيرها، فكل قنوات المنوعات العربية مملوءة بما يتجاوز الأطر، ما يجعل الشك يساور المحايدين في أهداف مطلقي هذه الحملات، وفي مدى نزاهة "المقاطعات".

الحملات ليست على قناة mbc وحدها، وإنما تمتد لتشمل "العربية"، بوصفها "إخبارية" المجموعة، وذلك يخرج لنا "ما وراء الأكمة"، فأسباب الحملات لا تخرج عن أمرين:

أحدهما: السبب الحزبي، وكون "العربية"، وmbc قناتين تنطلقان من الرؤى الوطنية، وما كان "وطنيا" فلن يروق للحزبيين، وليس أمامهم طريق إلى تشويهه، سوى استخدام الدين، لحشد المؤيدين المتدينين فطرة، وعليه فـ"العربية"، هي "العبرية" المتصهينة، وmbc، هي "المنحلة" التي تفسد الأخلاق، وتتجاوز خطوط القيم، بينما قنوات "الحزب" هي الصادقة المصدقة، برغم أنها باتت تكذب جهرا!

الثاني: السبب الشخصي الخالص، ويتمثل في رغبة أشخاص ـ معروفين بحب الأضواء "حبا جما" ـ في الظهور على شاشات قنوات المجموعة؛ لأنها أكثر انتشارا، وليست أمامهم طريقة إلى تحقيق تلك الرغبة سوى ممارسة شكل من أشكال الابتزاز، عبر "تحشيد" الرأي العام ضد قنوات المجموعة، وباستخدام الدين أيضا.

المفارقة، أن هؤلاء يظهرون بإصرار واستمرار على شاشات قنوات يعلم الأعمى قبل البصير أن ما تبثه mbc، يعد محافظا جدا، بالنسبة إلى ما تبثه تلك القنوات، ولكنهم لم يهاجموها أو يقاطعوها لأن أبوابها مشرعة أمامهم، وأضواءها مسلطة على وجوههم!

والمفارقة الأكثر طرافة، أن التابعين من رافعي شعارات المقاطعة على حساباتهم في "تويتر"، يغردون عن برامج القناة، "مبسوطين"، أو ساخطين، فأي انفصام هذا؟

ختاما: الأخلاق لا تتجزأ، وليس هناك ضمير حي يبيح استخدام "المقدس"، في السياسة، أو تحقيق المطامع الشخصية.

بقي سؤال: أليست قنوات الطائفية والتحريض والتهييج أولى بالمقاطعات؟