تبقى الانتخابات الرئاسية الأميركية الشغل الشاغل للشعب الأميركي، وربما للعالم، بشكل دائم. وما إن تضع الانتخابات أوزارها حتى يبدأ الإعداد للانتخابات التالية. والسؤال الأول الذي يطرح نفسه بالدرجة الأولى يتعلق بالشخصيات التي ستتنافس في الانتخابات القادمة، التي على الرغم من أنها ستكون بعد سنتين تقريباً، هناك كثير من التركيز حالياً على إمكانية ترشيح وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لنفسها في الانتخابات القادمة. ويعتقد كثير من الأميركيين أن هيلاري كلينتون، إذا رشحت نفسها للانتخابات الرئاسية في 2016، فإنها ستجلب معها عدداً من نقاط القوة إلى المنافسة، من خبرتها التي اكتسبتها خلال توليها لوزارة الخارجية ومن الصفات التي يرى كثير من الأميركيين أنها تتحلى بها مثل الصرامة والصدق. يقول "مركز بيو للأبحاث" إن 67% من الأميركيين يعتقدون أن أداءها كان جيداً عندما كانت وزيرة للخارجية، فيما يقول 69% إنها تتحلى بشخصية صارمة، ويعتقد 56% أنها صادقة.

ويبيِّن استطلاع مركز بيو أيضاً أن غالبية الأميركيين يرفضون فكرة أن هيلاري كلينتون لا تتمتع بشخصية محبوبة – وهذا تغيير ملحوظ عن آرائهم خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأولية للحزب الديموقراطي عام 2008. خلال تلك الحملة الانتخابية، في مارس 2008، قال 51% من الأميركيين في استطلاع مشابه للرأي، إن من الصعب أن يحب المرء هيلاري كلينتون. أما الاستطلاع الأخير فقد بيَّن أن هذه النسبة قد هبطت إلى 36% فقط.

لكن الاستطلاع الجديد، الذي جرى في الفترة بين 27 فبراير - 2 مارس وشارك فيه أكثر من ألف شخص، وجد أن 40% من الأميركيين لا يعتقدون أن هيلاري كلينتون تحمل أفكاراً جديدة، فيما قال 49% منهم إنها تحمل أفكاراً جديدة. حوالي 11% قالوا ليس لديهم رأي في هذا الجانب.

ومع أن آراء الأميركيين في أدائها كوزيرة للخارجية إيجابية بشكل عام، إلا أن طريقة تعاملها مع الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012، الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي وعدد من الأميركيين هناك، يُعد عاملاً سلبياً في خدمتها كوزيرة للخارجية. وعندما طُلب من المشاركين أن يذكروا بكلمة ما هو أكثر شيء كان سلبياً في سيرة هيلاري كلينتون المهنية، كانت كلمة "بنغازي" هي الأكثر شيوعاً.

حوالي نصف الأميركيين قالوا إنهم يرغبون بأن ترشح هيلاري كلينتون نفسها لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2016، فيما قال 43% إنهم لا يفضلون ذلك. ولكن في حال رشحت هيلاري كلينتون، قال الغالبية إنهم سيفكرون في التصويت لها. حوالي 35% قالوا إن هناك فرصة جيِّدة بأنهم سيصوتون لها في حال خاضت الانتخابات، وقال 24% إن هناك احتمالا ما بأن يصوتوا لها. أما الذين قالوا إنهم لن يصوتوا لها كانت نسبتهم 38%.

الأميركيون ينظرون إلى الدور الذي لعبته كلينتون خلال الفترة التي كان زوجها فيها رئيساً للولايات المتحدة بشكل إيجابي أكثر منه سلبيا. وفي رأي 42% من المشاركين في هذا الاستطلاع، فإن دورها في فترة حُكم زوجها سيساعدها إذا قررت الترشح في 2016، بينما قال 17% إنه سيضرها؛ بينما قال 39% إن ذلك لن يكون له أي تأثير.

مفاهيم حول عمر هيلاري

بيَّن استطلاع الرأي أن 57% من الأميركيين يعتقدون أن هيلاري كلينتون في الستينات من عمرها، فيما قال 31% إنها في الخمسينات؛ وقليلون جداً (3%) قالوا إما أن عمرها أكبر من 70 سنة، أو أصغر من 50 سنة (6%).

وهذا يعني أن غالبية الناس يعرفون تقريباً العمر الحقيقي لهيلاري كلينتون (66 سنة)، حيث إن متوسط العمر الذي قاله المشاركون في الاستطلاع هو 60 سنة.

آراء في مزايا هيلاري

حوالي 69% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن هيلاري كلينتون صارمة، فيما قـال 56% إنها صادقة.

أما من ناحية الانتماء الـحزبي فإن الجمهوريين لديهم صـورة سلبية عن هيلاري كلينتـون بشكل عام، فيمـا قال 55% إنها صـارمة. وعدد أقل من الجمهوريين يرون أن هيلاري كلينتون لديها أفكار جديدة (31%) أو صادقة (30%)؛ فيما قال 60% من الجمهوريين، إن من الصعب أن يحب المرء هيلاري كلينتون.

وأما الديمقراطيون فإنهم ينظرون بشكل إيجابي إلى جميع مزايا هيلاري كلينتون بحسب الاستطلاع: الغالبية العظمى (81%) قالوا إنها صارمة، والنسبة نفسها قالوا إنها صادقة، فيما قال 69% إن لديها أفكارا جديدة.

النساء يبدين آراء أكثر إيجابية بهيلاري كلينتون من الرجال على بعدين: 54% من النساء قلن إنها تملك أفكاراً جديدة مقارنة مع 43% من الرجال، و74% من النساء قلن إن كلينتون صارمة؛ فيما قال أغلبية الرجال (64%) إن هذه الميزة لا تنطبق على هيلاري كلينتون.