في خطوة مباركة، ضمن مسيرة التطوير التي يرعاها الملك ـ حفظه الله ـ تم اعتماد إنشاء أحد عشر مركزا ومنشأة رياضية.
تلك اللفتة الكريمة لاحتياجات الشباب والرياضة من خادم الحرمين، محل تقدير المجتمع، ودلالة على الاهتمام بجيل الشباب تحديدا، وتشجيع الرياضة.
سعدنا كثيرا بهذه الأخبار الرائعة، ولأهمية التوعية المعرفية وتشجيع القراءة والاطلاع وتثقيف العقل الجمعي، فإنني أقدم اقتراحا أرجو أن يجد القبول عند من يهمه الأمر ويمكنه الفعل. أرى أن يتم اعتماد أحد عشر مركزا ثقافيا ملحقة بتلك المنشآت الرياضية لخدمة السكان.
ربما تكون تلك المراكز من ضمن تلك المقرات الرياضية، ويمكن أيضا أن تكون منفصلة عنها، لكن وجودها بأهمية تلك المراكز الرياضية، أو يزيد أهمية.
المركز الثقافي الذي أعني هو منظومة معرفية شاملة؛ بمعنى مكتبة تضم أرففها آلاف الكتب، ومسرحا مصغرا، وفعاليات وأنشطة أدبية رديفة للأندية الأدبية.
كانت وزارة الثقافة والإعلام قد تحدثت عبر بعض مسؤوليها أن هناك نية وتوجها لإنشاء مراكز ثقافية في المدن والقرى الكبيرة، لكن دون تحديد زمن للتنفيذ.
ربما تتبلور الفكرة بأن يتم دمج مراكز جمعيات الثقافة والفنون، وجماعات المسرح والأندية الأدبية، وما في حكمها، لتشكيل المراكز الثقافية.
تقارب الفعاليات الرياضية والفعاليات الثقافية، عامل مشجع للأجيال الشابة وجاذب لإشراكهم في مسيرة الوطن نحو المجتمع المعرفي. تلك الثقافة المظلومة المحرومة تحتاج لوقفة جادة من الفاعلين في المشهد الثقافي المحلي.
لا وزارة خاصة بالثقافة ترعى شؤونها وهموم المثقفين، ولا مجلس أعلى للثقافة، كما للإعلام والبترول والأمن الوطني... إلخ، ولا إمكانات كافية لدى الأندية الأدبية لإثراء المشهد الثقافي.
نتمنى من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام الإفادة من هذا الأمر الملكي بإنشاء تلك المراكز الرياضية، والتنسيق مع "رئاسة رعاية الشباب"، ووزارة التربية والتعليم، ربما في مرحلة لاحقة لترى المراكز الثقافية النور متزامنة مع الرياضية.
تثقيف العقل الجمعي هو ترفيه أيضا، وإنفاق المال على نشر المعرفة استثمار في عقول الناشئة، سينتج عنه نهضة الأمة وتطورها.
حين يقرأ الشباب وتنشط الندوات المعرفية، نستطيع في ذاك الوقت الحديث عن نقل حقيقي للصناعة والتغيير الإيجابي في سلوكيات المجتمع.
وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور الحجيلان، مطالبان بدعم أكثر لهذا التوجه، وهما أهل لذلك. الندوات الثقافية التي تقيمها الفعاليات المجتمعية تحت مسميات مختلفة كالصوالين الأدبية، والديوانيات الثقافية، تحتاج إلى دعم الوزارة ورعايتها واهتمامها أيضا.
المدن والقرى تعاني شحا في تلك المنارات المعرفية والحركة الثقافية ليست على ما يرام، لذلك ينبغي أن تؤدي النخب دورها التوعوي بكل أمانة وصدق.
حين أتحدث عن تلك المرافئ الثقافية لخدمة أفراد المجتمع، فإنني أقصد الجنسين الشباب والفتيات، بحيث تكون مجهزة للجميع، وبما يتناسب مع خصوصيات المجتمع والقيم المرعية.
شهور الصيف طويلة، وليست لدى الجميع القدرة على قضاء الصيف في ريف إنجلترا أو ضواحي فرجينيا الأميركية، فلنساعد الجيل الشاب على أن يألف الثقافة وأنسنة السلوكيات؛ فارتياد مراكز تنمية الوعي يصنع مواطنين فاعلين ومجتمعا صحيا.
في الختام، أعتقد جازما أن إنشاء أحد عشر مركزا ثقافيا متزامنا مع الرياضية، سيعود بفائدة عظيمة جداً، وسنرى الأثر في حياة الناس العامة وتعاملاتهم اليومية.
بوصفي متهما بالمشهد الثقافي المحلي، أرى أنه يجب على النخب أن تكون أكثر تفاعلا وتواصلا مع الوزارة، حتى ترى تلك المراكز الثقافية النور.
نحتاج لمراكز ثقافية حقيقية في كل حي، وربما في فترة لاحقة تفكر وزارة الشؤون الإسلامية في إرفاق مراكز ثقافية في المساجد المنتشرة في كل الأحياء؛ لتفعيل دور تثقيفي توعوي إلى جانب الوعظي والروحاني