أطلق المخرج والممثل إسلام سعيد، أحد أبناء حي الإمام الشافعي الشعبي بالقاهرة، في الآونة الأخيرة، مبادرة فنية جريئة يسعى من خلالها إلى تشجيع أهالي منطقة الإمام الشافعي على التعبير عن أنفسهم، وخصوصا أبناء الجيل الجديد. أسس سعيد فرقة مسرحية من شبان الحي تقدم عروضا فنية في الشارع أمام مسجد الإمام الشافعي. وقال إسلام سعيد "قررت من هنا أن أبتدي بفكرة مسرح الشارع. لأني أرى أن مصر بعد ثورة 25 يناير تحتاج مسرح شارع.. لتوعية الشعب بشكل مختلف بعيدا عن الإعلام".

وتشمل عروض فرقة مسرح الشارع بحي الإمام الشافعي الموسيقى وأغنيات الراب والتمثيل وأي لون من فنون الأداء يمكن توصيل رسالة من خلاله عن مشكلات المنطقة مثل الجريمة والمخدرات والعنف والتهميش وغيرها. وذكر سعيد أن العرض القادم لفرقة مسرح الشارع سيتناول مشكلة

هدم المباني الأثرية القديمة في الحي. وقال "العرض المقبل اسمه (جمهورية الطوب الأحمر)، نتكلم فيه عن مدى الاغتصاب الحضاري الذي نعيشه في مكاننا.. الإمام الشافعي مكان له تاريخه الذي يزيد عن 400 سنة ولكن الفترة الأخيرة بدأت الناس تهدم البيوت القديمة وتنشئ بنايات جديدة وهذا يؤثر بشكل ما على نفسية الناس التي لها تاريخ وارتباط بهذا المكان".

تقدم الفرقة عروضها للجمهور بالمجان وتحصل على تمويل من خلال التبرعات الأمر الذي يسهل لأعضائها الشبان التعبير عن أي قضية بغير رقابة على أفكارهم والتصدي لقضايا مثيرة للجدل.

لكن محاولات الفرقة توجيه رسائل إيجابية وتغيير الصور النمطية داخل الحي وخارجه تصطدم أحيانا ببعض المقاومة. ومن أهم القضايا التي يحاول أعضاء فرقة مسرح الشارع التصدي لها مشكلة النظرة الضيقة للمجتمع إلى سكان حي الإمام الشافعي. وقال إسلام سعيد إن الانضمام إلى فرقة مسرح الشارع متاح للجميع وإنه تأثر كثيرا بحماس وإخلاص الشبان أعضاء الفرقة وإيمانهم بالرسالة التي يسعون إلى توجيهها إلى المجتمع، حيث تنشأ أجيال جديدة موصومة بنظرة

المجتمع الظالمة لمنطقة المقابر التي يتفشى فيها الفقر، رغم التاريخ العريق لهذا الحي والعالم المسلم الذي يحمل اسمه.