أعلن متمردو دارفور سيطرتهم على مدينة "مليط" الاستراتيجية في ولاية شمال دارفور، فيما التزمت الخرطوم الصمت.
وأوضح شهود عيان أمس، أن مجموعات تتبع للحركات الدارفورية المسلحة هاجمت المدينة، من المحورين الشمالي والشرقي، مستهدفة أماكن القوات النظامية بأطراف المدينة.
وقال المتحدث العسكرى لحركة تحرير السودان آدم صالح أبكر "إن قوة عسكرية مشتركة لحركة جيش تحرير السودان (مناوي) وحركة التحرير للعدالة، حررت مدينة مليط الميناء البري الأكبر بإقليم دارفور مع الجارة ليبيا وعاصمة المحافظة وأحكمت السيطرة على المحلية والحامية العسكرية"، وطمأن المواطنين بأن الهجمات لا تستهدفهم.
وتقع مدينة مليط على بعد 60 كيلومتراً شمالي عاصمة شمال دارفور مدينة الفاشر، وهي ثاني أكبر مدينة بعد عاصمة الولاية.
إلى ذلك طالبت الحكومة السودانية، مجلس الأمن بمعاقبة الحركات المتمردة التي نفذت الهجمات العسكرية في دارفور، واجتمع القائم بالأعمال بالإنابة ببعثة السودان الدائمة لدى الأُمم المتحدة حسن حامد حسن، مع مندوبة لوكسبمورج الدائمة لدى الأُمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سيلفي لوكاس، وسلمها رسالة خطية بشأن الهجمات الأخيرة التي قامت بها المجموعات المتمردة في دارفور، واتهم القائم بالأعمال المجتمع الدولي بالتساهل مع الحركات الرافضة للسلام، خاصة مجلس الأمن الذي لم يتخذ إجراء رادعاً ضدها لتستمر في انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.
بينما توقع رئيس حزب الأمة القومي المعارض بالسودان الصادق المهدي، إحالة ملف الاقتتال في كافة ولايات السودان إلى مجلس الأمن، لإصدار قرار وفق البند السابع، جراء استمرار ما وصفه بالنهج العقيم للحكومة في معالجة الأزمة. وانتقد المهدي التدهور الأمني الذي تشهده عدة مناطق بإقليم دارفور، كما اتهم السلطات الحكومية باستخدام الوسائل القمعية في مواجهة الأحداث بجامعة الخرطوم أخيراً، والتي راح ضحيتها أحد الطلاب، داعياً لإجراء تحقيق عاجل بواسطة لجنة محايدة.
فى سياق مختلف، وافق قادة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيقاد" أمس، على نشر قوات في دولة جنوب السودان، بحلول منتصف أبريل المقبل، للمساعدة في تنفيذ وقـف إطـلاق النار بين الحكومة والمتمردين بزعامة ريك مشار.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد، إن القمة الطارئة للإيقاد حول الأوضاع في جنوب السودان خلصت إلى قرار تشكيل قوات من دول الإقليم لتوفير الحماية لآلية المراقبة والتحقق والبنى التحتية، وقنوات إيصال المساعدات والعون الإنساني للمحتاجين، كما أكدت على انسحاب القوات الأجنبية التي كانت قد دعتها الأطراف المتنازعة، بمبادرة طرحها الرئيس البشير على القمة ووجدت القبول من الرؤساء.