يتبادر إلى ذهن المتجول في حي البخارية بالطائف الذي يعد من أقدم الأحياء السكنية في المحافظة، أنه يعيش خارج المملكة لتنوع الأعراق والجنسيات التي سكنت هذا الحي ولا زالت تعيش فيه جيلا بعد جيل، وأخذ "حي البخارية" اسمه من غالبية ساكنيه الذين استوطنوه منذ زمن، وهم من جنسيات الأوزبك والصين وآسيا الوسطى.

ورغم السنين الطويلة والهجرة إلا أن سكان الحي لم يغيروا عاداتهم وطباعهم كباقي مواطني دول آسيا والوسطى، كما أن اللغة العربية لم تؤثر في الأجيال السابقة التي سكنت قبل 60 سنة هذا الحي، بينما أثرت في أجيالهم لأنهم يدرسون في مدارس حكومية سعودية وحلق تحفيظ القرآن الكريم بمساجد الحي، كما أنهم يمارسون أعمال البيع والشراء في الشوارع والأسواق، وباندماجهم في المجتمع السعودي أصبح الكثير من أبنائهم يتحدثون العربية بطلاقة، كما أن هذا السبب زاد من اقتران كثير من الأسر السعودية بهذه الجالية المسلمة والزواج من بناتها والتعايش معها في نسيج اجتماعي واحد.

واستطاعت جاليات أخرى من جنسيات آسيوية مثل الصينيين والفلبينيين والإندونيسيين "الجاوة" مجاورتها، إلا أن اسم البخارية غلب على الحي نسبة لأن أول من سكن هذا الحي هم أهل بخارى، كما أنهم يمارسون جميع طقوس حياتهم اليومية من أعمال تجارية بالسوق المركزي "برحة القزاز" في بيع الملابس الرجالية بأنواعها واشتهروا في ذلك منذ زمن بعيد، فيما اختار بعضهم التحول إلى مهنة الطبخ للكبسة التي اقترن اسمها بالجالية أيضا وهي "كبسة البخاري".

يقول عبدالله إندجاني -أحد سكان الحي- إن طبيعة السكان الآن في الحي تغيرت عن ذي قبل بنسبة 60% بسبب انتقال كثير من أهل البخارية إلى مدن اقتصادية جديدة مثل جدة ومكة والمدينة والتوسع في التجارة أكثر، واستغلال الجنسيات الأخرى من العمالة للسكن في الحي لقربه من الأسواق لأنه وسط المدينة.

وبين عبدالمغني طه -من سكان البخارية– أن هناك أسرا ما زالت تعيش في الحي وتمارس حياتها الطبيعية وفق التقاليد والعادات التي كانت عليها من قبل رغم ظهور أجيال جديدة كما أنها تسهم في تنمية المحافظة بالعمل في التجارة والصناعة وتربية الماشية، بالإضافة إلى الانخراط في الجامعات والكليات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ليصبحوا كالمواطنين الأصليين.

وذكر عباس إندجاني أنه يذكر عددا من الأسر كانت تسكن حي البخارية ومنها "الإندجاني، آل قربان، آل كشغري، آل طاشكندي، وآل تردي" كما أن الأكلات المشهورة التي ما زالت تزخر بها بيوت أهل البخارية موجودة مثل المنتو، اليغمش، الفرموزا، الشوشبرك، اللغمن، والخونن أو الهونن وهو عبارة عن عجينة توضع في قدر، حيث ينضج على بخار الماء، أيضا أكلة النارن بلحم الحصان تعطي الجسم قوة طبيعية.


"تجارة".. و"طبخ"

• اسم البخارية غلب على الحي لأنهم أول من سكنه.

• يمارسون تجارتهم في "برحة القزاز".

• اختار بعضهم التحول إلى طبخ "الكبسة البخاري".

• استطاعت جاليات أخرى من جنسيات آسيوية مجاورتهم.