أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، لافتا إلى سروره بالاهتمام المماثل من قبل الرئيس شي جين بينج خلال لقائه به أول من أمس.
جاء ذلك خلال زيارته أمس لنائب رئيس الصين لي يوان تشاو، والتي تضمنت عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة ولي العهد والجانب الصيني برئاسة نائب الرئيس الصيني، كذلك توقيع 4 اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين.
وعبر ولي العهد خلال الاجتماع الذي استهل بالتقاط الصور التذكارية، عن تقديره للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ومن تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سورية من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها ولي العهد خلال الاجتماع:
دولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية أصحاب المعالي والسعادة/
أود في بداية كلمتي أن أقدم شكري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لي لزيارة بلدلكم الصديق بلد الحضارة والتاريخ العريق.
كما أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر ودية تجاه المملكة العربية السعودية.
إن زيارتي هذه تأتي امتدادا لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثمانية أعوام والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا.
دولة الصديق: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات ولقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينج خلال لقائنا بفخامته يوم أمس.
وأود أن أعرب عن ارتياحنا لما توصلنا إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.
إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين.
ويأتي التوقيع اليوم على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار.
دولة نائب الرئيس
إننا نقدر تأكيد فخامة الرئيس للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سورية من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز.
وفي الختام أؤكد لدولتكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين.
أشكركم مرة أخرى وأتمنى للشعب الصيني العظيم المزيد من الرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ودولتكم.
من جانبه، رحب نائب الرئيس الصيني خلال الاجتماع بولي العهد مؤكدا حرص سموه على دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين المملكة والصين. وأكد أن المملكة لها مكانتها الكبيرة وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن الصين تولي اهتماماً كبيرا بزيارة سمو ولي العهد وحرص القيادة الصينية على الاجتماع بسمو ولي العهد خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها.
من ناحية ثانية، شهد ولي العهد ونائب رئيس جمهورية الصين مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين.
واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعية في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين.
وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومن الجانب الصيني رئيس المصلحة تشي شوبينج.
فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء.
وقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ومن الجانب الصيني نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية شيو داتشي.
واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانج بمحافظة شنسي الصينية.
وقعها من الجانب السعودي نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب المهندس يوسف بن إبراهيم البسام، ومن الجانب الصيني نائب وزير المالية السيد وانج باوان.
وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين. وقعها من الجانب السعودي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان، ومن الجانب الصيني رئيس هيئة تنمية الاستثمار ليو ديانشيون.
عقب ذلك شرف ولي العهد مأدبة الغداء التي أقامها نائب رئيس جمهورية الصين تكريما لسموه ومرافقيه.
من جهة أخرى، اجتمع ولي العهد أمس مع رئيس الوزراء الصيني لي كيج لانج وذلك في قصر رئاسة مجلس الدولة في العاصمة الصينية بكين.
وفي بداية الاجتماع رحب رئيس الوزراء الصيني بسمو ولي العهد في زيارته الحالية للصين، مشيراً إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا.
وعبر ولي العهد من جهته عن سعادته بزيارة الصين وحرص المملكة على التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ونقل ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين لرئيس الوزراء الصيني، مؤكدا أن سياسة المملكة تدعو للسلم والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
.. و5 وزراء يؤكدون تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية
بكين: واس
في إطار زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الحالية لجمهورية الصين الشعبية عقد أمس في العاصمة بكين لقاء بين وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ورؤساء تحرير الصحف المحلية والكتاب لتسليط الضوء على زيارة ولي العهد واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الصينيين.
وأدار اللقاء وزير الثقافة والإعلام الذي ألقى كلمة في البداية أكد خلالها أهمية الزيارة التي يقوم بها ولي العهد لجمهورية الصين، في تطوير ودعم علاقات التعاون بين البلدين في عدد من المجالات وما لقيه سموه من استقبال حافل من قادة الصين التي تؤكد مكانة المملكة المرموقة لديهم.
وتوقع وزير المالية أن يصل حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين مستقبلاً، إلى ما يقارب 95 مليار دولار، مشيراً إلى أن كفة الميزان التجاري تميل لصالح المملكة بحكم حجم الصادارات السعودية الكبيرة إلى الصين والمتمثلة في البترول والبتروكيماويات، ومؤكدا على حرص الجانب الصيني على إقامة منطقة تجارة حرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.
كما توقع وزير البترول والثروة المعدنية، أن يصل حجم الطلب الصيني على البترول عام 2030 بين 17 مليونا و19 مليون برميل يومياً، مبدياً استعداد المملكة للتجاوب مع طلبهم دون تحديد حجم معين، ومؤكداً أهمية الشراكة الاسترتيجية بين البلدين.
وتحدث وزير التجارة والصناعة وألقى الضوء على موضوع الاتفاقية التي وقعت أمس التي تهدف إلى حماية المستهلك السعودي من السلع المغشوشة والمقلدة ومعاقبة المستوردين والمصدرين المتورطين والحد من تدفق تلك السلع إلى السوق المحلية.
بدوره، أوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن محادثات ولي العهد مع الجانب الصيني تنقسم إلى قسمين، الأول خاص بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والقسم الثاني المتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وقال: "تقريباً هناك 3 قضايا أساسية تمت مناقشتها هي القضية الفلسطينة والوضع السوري وما يسمى الملف النووي الإيراني".
وقال الدكتور مدني: "لقد تفضل سمو ولي العهد من جانبه بتقديم شرح مستفيض لمواقف المملكة المعروفة والمعلنة للقضايا الثلاث، وكان هناك تقدير صيني ملحوظ لما تفضل به سموه من شرح وتفصيل، معربين عن تقديرهم للمملكة لمصداقيتها وثقلها السياسي.
وكان عدد من وسائل الإعلام الصينية قد تناولت أمس الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي العهد حالياً لجمهورية الصين، وأوردت وكالة أنباء شينخوا تقريرا شاملا تحت عنوان "ولي العهد السعودي يزور الصين"، ونشرت صحيفة الشعب اليومية تقريرا إخباريا عن لقاء الرئيس الصيني وولي العهد وتعهدهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كما أورد التلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في ون" أخباراً عن زيارة ولي العهد والاستقبال الكبير ومراسيم الترحيب الكبيرة التي حظي بها ولي العهد من الرئيس الصيني ونائبه، والمباحثات التي دارت بينهما وتناولت آخر المستجدات على الساحة الدولية ومن أبرزها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي للشعب في سورية.