عبر عدد من المصورين الفوتوجرافيين عن امتعاضهم من عوائق تحول دون تحقق الإبداع في "فن التصوير"، منتقدين ما سموه "غياب ثقافة التصوير الفوتوجرافي لدى المجتمع"، ومنع التصوير إلا بوجود تصاريح أو بطاقات، منتقدين غياب دعم وزارة الثقافة والإعلام لهم ولهذا الفن. وقال المصور هادي آل دويس لـ"الوطن": من أكبر العوائق التي يواجها المصور، عدم تقبل المجتمع، نتيجة غياب الوعي وانعدام الثقافة البصرية.
ويفضل آل دويس التصوير في الصباح الباكر قبل شروق الشمس خشية الوقوع في مضايقات وتساؤلات من بعض المواطنين الذي يجهلون التصوير، حسب تعبيره. ويضيف: أطالب المجتمع بالوقوف مع المصور وأتمنى عقد دورات تثقيفية لتوعية المجتمع. فيما يرى المصور عزيز آل غصنة أن المصور يواجه صعوبات في توثيق بعض الأماكن التاريخية في المنطقة خاصة بيوت الطين الموجودة في مناطق سكنية، إضافة إلى صعوبة الحصول على تصاريح للتصوير في المناسبات والمهرجانات، ونعاني كمصورين في منطقة نجران من عدم وجود داعم ورعاية لدورات تدريبية، ولا يوجد مرجع لنا إلا جمعية الثقافة والفنون مع العلم بأن ميزانيتها السنوية خمسة آلاف فقط، وهي غير كافية لدورة واحدة ونطالب بدعم المصور من رجال الأعمال في المنطقة، وتنظيم معارض لأعمالنا وبيعها كي تعود علينا بمردود مادي لأن معدات التصوير غالية جدا.
ويسرد المصور علي الحارثي موقفا محرجا حين كان يلتقط صورا بإحدى المناسبات فمنعه أحدهم بصوت عال، مما أحرجه أمام الحضور، ما يشير لغياب الوعي عند غالبية شرائح المجتمع. ويتفق المصور عبدالمجيد آل مشرف مع زملائه في الرؤية، مؤكدا أن محدودية الثقافة البصرية في المجتمع تسبب إحراجا أثناء التصوير، خاصة في الأماكن العامة؛ مطالبا بتسهيل مهام المصورين في المناسبات العامة وخاصة الذين لا يحملون بطاقات تعريفية.
وتصبح المهمة أكثر مغامرة حين يكون الفنان أنثى، على نحو ما ترويه المصورة روان الفيصل قائلة: من خلال تجربتي أفتقد الدعم للجانب النسائي في المجتمع الذي يرى أن حمل الكاميرا عيب، وأكثر ما أسمعه عبارة "لا تصوري أو لا تحملي الكاميرا في الأماكن العامة لأنك بنت".
غير أن المصور رائد المالكي يختلف عن سابقيه، ويذهب متفائلا إلى أن أفراد المجتمع أصبحوا أكثر وعي لمواجهة الكاميرا، يرحبون بالمصور ويدعونه لتصويرهم لا سيما بعد معرفتهم بأنه ينتمي لإحدى الصحف المحلية.