إذا كانت الحياة دروسا والسعيد من اتعظ بغيره، فلمَ لا ينظر المقاتلون السعوديون ومن يحرضهم على القتال - وهو قاعد في بيته - إلى أوضاع من سبقهم إلى ساحات القتال من أبناء عمومتهم الذين يقضون أيامهم حاليا في سجون العراق "يسومونهم سوء العذاب" من كانوا يقاتلون معهم صفا واحدا ضد الاحتلال؟!.

لم يتغير شيء، ولن يتغير، ومصير هؤلاء المقاتلين إلى السجون متى ما وضعت الحرب أوزارها وسوف يتصدى لتعذيبهم هؤلاء الذين كانوا يقاتلون معهم؛ لأنهم حينها سيعودون إلى الانتماء للوطن والأرض بعد أن يكون الانتماء للطائفة قد انتهى، ولم يعد خيارا، سواء في العراق أم في سورية.

واهم من يعتقد أن "داعش" المكونة من مجموعة مقاتلين أفراد، وقطاع طرق، ستتحول بقدرة قادر إلى دولة، وستفرض سيطرتها على جزء من المنطقة، فطالبان قبلها وهي التي سادت في مناطق لا تتنازعها الطائفية وآمنت بها القبائل، وما زالت تؤمن بها، لم تتحول إلى دولة وفقدت بريقها مع الزمن.

اليوم تيقن الجميع أن بعض السعوديين هم حطب الحروب التي تأتي على شاكلة جهاد، وفي سجني الناصرية والرصافة في العراق يقبع اليوم نحو 100 سجين سعودي يزيدون أو ينقصون، ومعظمهم ضحية نداءات الجهاد ضد المحتل إبان دخول القوات الأميركية إلى العراق.

وفي داعش التي أعلنت أمس أنها خلافة إسلامية وبايعت خليفتها المزعوم، بالتأكيد هناك عدد لا بأس به من المقاتلين السعوديين وسيلحق بهم المزيد طالما هناك شيخ محرض قاعد في بيته يرعى أبناءه ويعلمهم اللغات الأجنبية، وسيكون مصيرهم جميعا مصير من سبقهم، مع اختلاف التاريخ ووسائل التعذيب فقط.