أقيمت مساء أول من أمس بنادي أبها الأدبي محاضرة بعنوان "منهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين"، للعلامة بشار عواد معروف، وذلك بالتعاون مع قسم التاريخ في جامعة الملك خالد.

قدم للمحاضرة وأدار حوارها صالح أبوعراد عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي، وقد تحدث عن الضيف، مستعرضا بعضاً من أعماله العلمية وسيرته الذاتية قبل أن يبدأ المحاضر محاضرته، التي تحدث في بدايتها عن سعادته بزيارة أبها، التي عمل فيها سابقاً، وذكر شيئاً عن طيبة أهلها وطبيعتها التي شبهها بمدينة عمان مكان إقامته، وقال إن علم تحقيق النصوص والعلوم الإنسانية كافة يهدف إلى إخراج نص صحيح مطابق لما كتبه مؤلفه وارتضاه في آخر حياته، وتوثيقه نسبةً ومادةً، والعناية بضبطه وتوضيح دلالاته التي قصدها مؤلفه، موضحاً أن ذلك التعريف الذي خلص إليه بعد مزاولته لذلك الفن مدة لا تقل عن خمسين عاماً، وقال إنه يتعين الإشارة إلى نموذجين مهمين في تحقيق المخطوطات عند المتقدمين، وفي ذلك دليل على عناية العرب المسلمين بتحقيق المخطوطات، وأن ذلك ليس بدعاً علينا ولا مقتبساً من المستشرقين: الأول موطأ الإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، حيث أوضح أنه وقف على نسخة منه بنيت على اثنتين وعشرين رواية، وتحدث بالتفصيل حول ذلك، والثاني هو قيام عالمين جليلين هما: أبوالحسن اليونيني وابن مالك -صاحب الألفية- بتحقيق صحيح البخاري.

ومضى في الحديث عن منهج تحقيق التراث ما بين القدامى والمحدثين، وذكر كثيراً من تفاصيل التصدي لمثل ذلك العمل.

وفي نهاية المحاضرة التي استمرت لأكثر من ساعة، قرأ مدير الحوار أسئلة المداخلين التي وصلته، وقد أجاب الضيف على جميع أسئلة الحضور.

وفي الختام تحدث رئيس نادي أبها الأدبي أحمد آل مريع، وشكر الضيف والحضور، مبيناً أن هنالك من كان لهم فضل في إقامة هذه المحاضرة ممن قاموا بالتنسيق لها مع الضيف الجليل، وكرمه بدرع النادي إضافة لمجموعة من الكتب التراثية والتاريخية عن منطقة عسير.

من جانبه، وعد نادي أبها الأدبي بطباعة تحقيقه القادم من خلال النادي.

وكان نادي أبها الأدبي قد أعد للضيف برنامجاً ابتدأ بالمشاركة في برنامج المنتصف على القناة الثقافية ظهر أمس، وانتهى بإلقاء محاضرته على منبر النادي.